في تويتر إذا رغبت في جعل الناس يشاركونك الحديث حول أمر معين فما عليك سوى وضع هاشتاق لعنوانه وستجد الكثيرين يشاركونك لغتك يتابعون أو يردون.
الحقيقة أن ذلك ليس جيداً في كل الأحوال، لأن البعض قد يقولون عن شخص أو أمر ما لم يقله مالك في الخمر، مستغلين الحرية المطلقة والأسماء المستعارة أحياناً، لكن الأمر لا يخلو من روح النكتة التي أصبح يتميز بها السعوديون في وقتنا الحالي.
ففي ليلة الفلانتين استمتعت حقيقة بـالهاشتاق الذي تناول الحب والفلانتاين، فبعض الطلاب تحدثوا عن جعل الفلانتاين وسيلة لتضييع وقت الحصة في المدرسة بحيث يفاجئون معلمهم بالتهنئة بـالفلانتاين فينشغل بنصحهم عن التفتيش عن الواجب وآخرون كتبوا عن اللون الأحمر وأين يجده السعوديون بعد منع الورود الحمراء واقترحوا الفجل أو الحبحب.
أما البعض فاستغل الفرصة بالتذكير بخصوصيتنا، مما استلزم رد البعض بقولهم إننا كسعوديين- والرجال خاصة - لا نجيد الحب، مع تحفظي الشديد على طريقة المنع، إلا أن تهمة عدم قدرة السعودي على الحب أو اهتمامه به تهمة ظالمة.
إن التاريخ يحفظ لنا عشرات القصص التي كان مسرحها نجد وجبال السروات من التوباد إلى حومل والدخول وغيرها من الأماكن التي شهدت أجمل القصص وأكثرها رومانسية.
كما أن هؤلاء أحفاد محسن الهزاني القائل جواباً على سؤال عن مدى الشبه بين ابتسامتها والبرق فرد:
قالوا كذا مبسم هيا.. قلت لا لا بين البروق وبين مبسم هيا فرق
والسعوديون هم البدر الذي يرفض الاعتذار عن الهوى: ما للهوى عندي عذر..
لكن السعوديون العشاق لايختلفون عن العاشق الذي يقول عنه صالح الطريق: العاشق يعمل دائماً ضد مصالحه لذا الكثير من تصرفاتهم التي يرى فيها البعض ظلما للمرأة وتقييدا لحريتها هي في الحقيقة نابعة من الحب والخوف الشديد، لكن المعشوق وهو هنا المرأة صعب أن يتفهم ذلك، فما دمت تقيدني فأنت لا تثق فيّ ولا تحترمني، والحب لا يمكن بأي حال أن يوجد دون احترام وثقة،
لذا على السعوديين أن يفكروا قليلاً في أضرار هذا الحب على المرأة، وليتذكروا أن من يملك قلوبنا ونفقده سيظل في قلوبنا، وسنجده حيثما مضينا، كما يقول الشاعر الجميل أحمد العواضي:
تعبتُ من شجني عليك.. وكلما وجهتُ ذاكرتي إلى جهةٍ تعود .. كأنما الدنيا بلاد الله ليس بها سواكْ.