يخيل لي أن الرياضة باتت شبيهة بالسياسة من حيث الشعارات، وإن كان الشعار المعروف لأهل السياسة يقول لا صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة، وإنما مصالح دائمة!
ويمكن القول إن الرياضة لا تختلف كثيراً عن السياسة، وأكبر دليل أن صداقة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر مع القطري محمد بن همام، التي كان يضرب بها المثل، انتهت إلى إصدار قرار مدوّ بتجريد ابن همام من كل مناصبه، وحرمانه من تولي أي منصب رياضي طوال حياته.
كثيراً ما تحدثنا عن اتفاقات ثنائية، بل أفرطنا كثيراً في ترديد كلمة ميثاق شرف، والحال بقي كما هو، فلا نفع ميثاق شرف، ولم تفد الاتفاقات الثنائية بين إدارات الأندية.
بصريح العبارة، فإن ما لا تفهمه بعض إدارات الأندية، أن الشعار الحقيقي في رياضتنا هو المصالح الخاصة أولاً، وفي هذا إشارة، بل وتأكيد على أن الأندية لن تلتزم بأي مواثيق أو معاهدات، مثلها مثل كل المواثيق والمعاهدات السياسية التي تحولت إلى حبر على الورق.
حتى التكتلات التي حاولت بعض الأندية الكبيرة والمؤثرة أن تجربها وسعت إلى ذلك، لم تنجح ولن تنجح، لأننا غير مؤمنين أصلاً أن الرياضة تنافس شريف، الأمر الذي سيحدث في نهاية الأمر انقلاب على هذا التجمع، أو التكتل، والسبب يعود إلى مصالح خاصة.
لو سأل كل منا نفسه، ماذا جنت الأندية من مواثيق الشرف المتعددة، فلا يستغرب أحد منا، إن جاءت الإجابة محبطة ومخيبة للآمال، كدليل على أن ما يتم في المكاتب، وما يسبقه ويتبعه من ابتسامات وقبل واحترام متبادل، نراه يتحول بعد المباريات وعبر البرامج الرياضية إلى إساءات وكلمات جارحة، واتهامات، وإسقاطات، واستخفاف بكل شيء.
تلك هي الحقيقة التي نحاول في كل وقت عدم الاقتناع بها، رغم كل الشواهد والأحداث التي تبدو لنا (ليل ـ نهار)، ومن كان صديقك بالأمس، هو اليوم أول من يريد سقوطك، وليس أدلّ على ذلك من هذه الحرب التي تدار خفاءً وجهاراً على النادي الأهلي، ليس لشيء، وإنما لأنه تصدر ويطمح في العودة إلى أن يكون بطلاً للدوري.
ولا أدري لماذا يغضبون، وعلى ماذا يخططون، ولماذا يكرهون أن يعود الأهلي، وهو الذي إن كانوا يعرفون، أو لا يعرفون أول بطل للدوري، فهل هذا يزعجهم؟
أم إنهم بدؤوا يشعرون أن المستقبل هو للنادي الأهلي، وأن ما يحدث على مستوى الناشئين، والشباب، والأولمبي، ينبئ بحضور أخضر طاغ يأكل اليابس مع الأخضر، فماذا هم فاعلون؟
لقد بحثوا عن أعذار، فلم يجدوا غير الحكم الأجنبي الذي طالبوا به بالأمس، فانقلبوا عليه اليوم، وما أكثر ما ينقلبون على أفعالهم وأقوالهم، غير أن الأهلي ورجالاته الذين اعتادوا على النزاهة لم يلتفتوا لهذه الإساءات، وراحوا يواصلون العمل الذي بدؤوه، منطلقين في ذلك من الحكمة المعروفة من يضحك أخيراً، يضحك كثيراً.
من الآخر
ـ ثلاثة من أفضل اللاعبين في الدوري سقطوا سهواً من قائمة ريكارد الأخيرة قبل مواجهة أستراليا وهم الحارس الاتفاقي فايز السبيعي، ومدافع الأهلي جفين البيشي، ولاعب الوسط الاتفاقي حمد الحمد.
ـ حفظ منتخب كرة اليد ماء وجه الرياضة السعودية بتأهله إلى نهائيات كأس العالم، فشكراً لهؤلاء الأبطال ـ زملاء بندر ـ، وشكراً لكل المخلصين في هذا الاتحاد برئاسة الشاب الطموح عبدالرحمن الحلافي، ونائب الرئيس الخبير تركي الخليوي.
ـ هل عرف الآن خالد البلطان فحوى الرسالة التي فهمها خطأ؟ وهل قصة الحديث عن رغبة الشبابي حسن معاذ في الانتقال إلى الهلال التي كشفها سامي الجابر، ستفرض عليه إعادة قراءة الرسالة مرة أخرى؟