صنعاء، الرياض: عمر الزبيدي، الوكالات

الحمدان يطمئن عبر 'الوطن' على سلامة العاملين في السفارة بصنعاء

وصل طرفا النزاع في اليمن، الرئيس علي عبدالله صالح، وزعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، إلى منطقة اللاعودة، بعد أن أصدر صالح أمرا بالقبض على الأحمر وأشقائه، فيما هدد الأحمر بإخراج صالح حافي القدمين من اليمن، قاطعا الطريق على أية وساطة قبلية، في وقت أمرت الولايات المتحدة دبلوماسييها غير الأساسيين وأفراد أسرهم بسفارتها في صنعاء بمغادرة البلاد. ووصل عدد قتلى المواجهات إلى 68، فضلا عن 28 نتيجة انفجار في منطقة لتخزين السلاح في صنعاء.
وتحسبا للمستجدات بيّن السفـير السعـودي في صـنعاء علي الحمدان لـالوطـن أن غـرفة العمليات تعمل عـلى مدار الساعة على مراقبة الوضع بالتنسيق مع وزارة الخارجية السعوديـة لتقييم الوضـع الأمـني ومستـوى المخاطر على العاملين في السفارة السعودية، مشيرا إلى أن مقر الممثلية السعودية وسكن العاملين فيها آمن ومحمي وبعيد عن مناطق الخطر.


أمر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالقبض على زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن الشيخ صادق الأحمر وأشقائه، فيما قال الأحمر إنه لا فرصة للوساطة مع صالح وتعهد بأن يخرجه من البلاد حافي القدمين. ودعا الأحمر القبائل الموالية له إلى الالتفاف حوله بسرعة في وجه صالح، لكنه طلب منها التعقل، متهما الرئيس بالسعي إلى جر البلاد إلى حرب أهلية. وأكد أنه مستعد لوقف إطلاق النار إذا ما أوقفت قوات صالح النار.
وقال الأحمر إنه ما زال في منزله في حي الحصبة في شمال صنعاء وهو بخير، داعيا القبائل إلى ألا يتأخروا وإلى دعم إخوانهم المجاهدين الواقفين في وجه قوات صالح. ودعا الدول الخليجية والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى الضغط على صالح لوقف القتال والتنحي. وأشار إلى أن لديه سبعين عنصرا من قوى الأمن سلموا أنفسهم أو قتلوا مؤكدا أن الوساطة القبلية انتهت. وذكر أن الاشتباكات دائرة حاليا بالقرب من مطار صنعاء.
وقتل 24 شخصا في المعارك التي جرت ليل أول من أمس في صنعاء بين القوات المتقابلة. وأفاد مصدر قبلي بأن 18 شخصا قتلوا في المواجهات بين الحرس الجمهوري وعناصر من قبيلة ارحب شمال مطار صنعاء، وهي قبيلة من تحالف قبائل بكيل. وبين القتلى 12 عنصرا من الحرس الجمهوري وستة أفراد من القبيلة ومدنيون.
وفي حي آخر من العاصمة قتل ستة أشخاص، أربعة مدنيون وعنصران من قوات الأمن، في المعارك التي استمرت طوال الليل بين القوات الموالية لصالح ومسلحين مناصرين للشيخ الأحمر. وبذلك يرتفع إلى 68 عدد القتلى منذ بدء المعارك استنادا إلى مصادر من الطرفين. وفي الإطار نفسه قالت وزارة الدفاع اليمنية إن 28 شخصا على الأقل قتلوا بانفجار بمنطقة لتخزين السلاح في صنعاء خلال اشتباكات دارت أول من أمس.
وفي ساحة التغيير حيث يعتصم الشباب المطالب بإسقاط النظام منذ 21 فبراير، تقلصت أعداد المحتجين إلى حوالي 1500 شخص أمس بينما بدت عشرات الخيام فارغة. وقال باسم الحاكمي إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو فثورة الشباب لن تصل إلى نتيجة وقد نكون مضطرين للأسف لمغادرة الساحة. إلا أن القيادي في حركة الشباب وليد العماري قال إن الشباب يدعون لتظاهرة كبيرة اليوم الجمعة.
وامتدت الطوابير أمام المخابز والبنوك ومحطات البنزين في صنعاء بينما يسعى السكان لتخزين الطعام والحصول على المال قبل أن يفروا إلى مناطق أكثر أمنا. وأمرت الولايات المتحدة كل دبلوماسييها غير الأساسيين وأفراد أسر العاملين بسفارتها في صنعاء بمغادرة البلاد. وقالت الخارجية الأميركية مستوى التهديد الأمني في اليمن مرتفع للغاية بسبب الأنشطة الإرهابية والاضطرابات المدنية. هناك اضطرابات مدنية مستمرة في أرجاء البلاد واحتجاجات واسعة النطاق في المدن الرئيسية.
من جانبه، دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو السلطات اليمنية والقبائل إلى ضبط النفس وعدم استهداف المدنيين وحذرها من وصول البلاد إلى نقطة اللاعودة.