حولت 'حجازي' و'سعد' إلى نجوم شباك ودفعت بآخرين إلى غرف التحقيق
طوال الفترة الماضية أصبح خروج الإعلاميين المصريين عن النص ظاهرة، وذلك بإذاعة تفاصيل ما يجري بينهم وبين المعدين والمخرجين من اتصالات تجري عبر سماعة الأذن على الهواء مباشرة، وقد دفعت هذه الظاهرة بالبعض منهم إلى النجومية، فيما دفعت بآخرين إلى طاولة التحقيق.
فمنذ أسابيع فوجئ المشاهدون بالمذيع تامر حنفي وهو يقول، على الهواء مباشرة أثناء إذاعته النشرة الإخبارية على قناة النيل للأخبار، بأنه تلقى تعليمات بعدم إذاعة خبر يتعلق بمظاهرات مؤيدة للرئيس مبارك، ولكنه أذاع الخبر، وكان جزاؤه أن تم إيقافه عن العمل وتحويله للتحقيق.
تامر قال لـ الوطن كان من المقرر إذاعة خبر حول المظاهرات المؤيدة للرئيس السابق، وفوجئت بنائب رئيس القناة يطلب مني عدم إذاعة الخبر، وعندما قلت له إنه من المهم عرض كل الأخبار، وهذا هو دور الإعلام، قال لي إن من طلب ذلك هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فأخبرته أنني سأذيع الخبر، وبالفعل قمت بإذاعته، لأن الخبر أقل من أن يتدخل بشأنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
أما محمود شرف مقدم برنامج شارع الكلام والذي تبثه قناة النيل الثقافية، فقد فاجأ المشاهدين أثناء استضافته الإعلامية بثينة كامل، المرشحة المحتملة في انتخابات الرئاسة القادمة، بأن قال علي الهواء إنني أعتذر للجمهور، فأنا مضطر لإنهاء الحلقة بناء على اتصالات من عمر أنور رئيس قناة النيل الثقافية، والدكتور سامي الشريف رئيس الاتحاد.
وهو ما علقت عليه بثينة كامل قائلة الإعلام المصري أخطأ بشكل كبير عندما أنهى الحلقة بهذا الشكل، وهو ما يعني أنه أمامنا سنوات وسنوات حتى نصلح حال الإعلام المصري، مشيرة إلى أن ما قام به المذيع أحرج القيادات فى ماسبيرو.
وإذا كان هذا هو حال الخارجين عن النص في البرامج الشائكة، فإن الأمر يختلف بالنسبة لإعلاميين آخرين دفعت بهم ظاهرة الخروج عن النص إلى دائرة نجوم الشباك، كما هو الحال بالنسبة إلى الإعلامي محمود سعد، الذي عرف بخروجه الدائم عن النص، وكذلك الكاتب الصحفي إبراهيم حجازي، والذي دفعت به عفويته إلى خلق حالة من التجانس بينه وبين جمهور المشاهدين، وهو ما يؤكد عليه علاء عزت، معد برنامج دائرة الضوء، مشيراً إلى أن عفوية إبراهيم حجازي تحولت إلى مدرسة جيدة في الفضائيات المصرية، وهي عفوية لم تكن مقصودة، وإنما جاءت بسبب شخصية حجازي، والذي لا يهتم بكونه على الهواء أم لا.
وأشار عزت إلى أن أول برنامج قدمه حجازي كان على قنوات مودرن، لكن البرنامج كان مسجلاً، وبالتالي كان القائمون على المونتاج يحذفون كل المواقف التي تظهر من خلالها عفوية حجازي، وهو الأمر الذي كان من المستحيل عمله في برنامج دائرة الضوء لأنه كان يذاع على الهواء مباشرة، ورغم بعض حالات الشد والجذب التي كانت تحدث بين معدي البرنامج والمخرج وبين حجازي بسبب تلك العفوية، والتي بلغت حد طلبه لكوب شاي على الهواء مباشرة، إلا أنه بعد أقل من أسبوع اكتشف معدو البرنامج أن تلك العفوية خلقت حالة من الود بين حجازي وبين مشاهدي البرنامج، والذين أحسوا أن ما يقوم به حجازي هو استخدام للغة البيت، وسرعان ما تحولت تلك العفوية إلى تيمة خاصة بالبرنامج، مما جعله الأكثر مشاهدة طبقاً لتقييم قناة النيل للرياضة لعام 2010.
تفاعل عدد من كبار ضيوف البرنامج مع تلك الحالة العفوية، حيث حضر الفنان عادل إمام إلى الأستوديو حاملاً معه بسكويت لكي يتناوله حجازي مع الشاي، فيما فاجأت الفنانة آثار الحكيم المشاهدين بدخولها إلى الأستوديو حاملة معها أكواباً من الشاي، حتى لا يضطر حجازي لطلبه على الهواء مباشرة، بينما قام الفنان محمد صبحي بتقليد حجازي وهو يطلب كوب الشاي، والذي تحول إلى مادة في البرامج الترفيهية كما هو الحال في برنامج عزب شو.