أسئلة وشجون بحثية كثيرة يتوقع طرحها على طاولة أمين عام دارة الملك عبدالعزيز، عضو مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور فهد السماري، وذلك خلال لقائه التشاوري اليوم في فندق موفمبيك المدينة مع عدد من الباحثين والمثقفين والمهتمين بتاريخ المدينة المنورة.
ويكتسب اللقاء أهميته من كونه الأول للدكتور السماري بعد انضمام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة لدارة الملك عبدالعزيز حيث بات المركز الذي أنشأه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) عام 1418 يتبع دارة الملك عبدالعزيز إدارياً وعلمياً ومالياً، وذلك بعد التغيير الذي طال هيكلته الإدارية.
وعلمت الوطن من مصادرها أن اللقاء الذي دعي له باحثون ومهتمون من داخل المدينة وخارجها سيكون تشاورياً، حيث ينتظر أن يلقي الدكتور السماري في بدايته كلمة يسلط فيها الضوء على مركز بحوث ودراسات المدينة بعد انضمامه للدارة، ويستعرض أبرز نشاطاته البحثية وخططه في المرحلة المقبلة، ليفتح المجال بعدها للباحثين لطرح مرئياتهم ومقترحاتهم لمناقشتها.
ويبرز عدد من القضايا البحثية التي تتصدر هموم الباحث المديني، خصوصاً ما يتعلق بقضية وثائق الأوقاف التي سبق أن تسلمتها دارة الملك عبدالعزيز من المركز قبل سنوات، وأكد السماري في تصريح سابق لـالوطن أن الدارة انتهت من ترميمها وأنها ستكون متاحة للباحثين للاستفادة منها، وذلك بالنظر لما تضمنته من معلومات بحثية ترتبط بمراحل تاريخية عاشتها المدينة خلال حقب تاريخية متباينة.
وربما يتطلع الباحثون خلال لقائهم التشاوري، الذي يطمح إلى معرفة ماذا يريده المجتمع من مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، إلى مناقشة دور المركز في حفظ وتوثيق معالم وآثار المدينة المنورة، التي تضم عدداً لا حصر له من الآثار والمعالم التاريخية والحضارية، والتي لم يكن دور المركز فيها حاضراً خلال المرحلة السابقة.
وكما تحضر قضية الوثائق يتوقع أن يناقش اللقاء خطة المركز لاستكتاب أكبر عدد من الباحثين والمهتمين بتاريخ المدينة في المرحلة المقبلة، إضافة إلى أهمية جمع كل ما نشر عن المدينة المنورة في المجلات والدوريات العلمية لتوثيقه من خلال المركز.
وقال الدكتور أحمد العقبي (أحد أبز الأسماء التاريخية المشاركة في اللقاء التشاوري) إنهم لبوا دعوة المركز بالنظر إلى المدينة المنورة كقيمة تاريخية وبحثية إضافة إلى ثقتهم بدارة الملك عبدالعزيز التي تملك طاقات فنية كبيرة من شأنها خدمة الحراك البحثي بالمدينة، مشيراً إلى أنه ينتظر أن يحضر اللقاء مهتمون وباحثون من داخل المدينة وخارجها من شتى ألوان الطيف البحثي.
من جهته قال عضو اتحاد المؤرخين العرب المؤرخ أحمد سعيد بن سلم إنه من المهم التركيز على دعم الدارة للباحثين الشباب والأخذ بأيديهم، خصوصاً من لم يجد منهم دعماً، بحيث يتبنى المركز مشاريعهم البحثية في المرحلة المقبلة، إضافة إلى الحفاظ على الباحثين الذين يعملون الآن بالمركز والاستفادة من خبراتهم.
ومن المهم بحسب المؤرخ ابن سلم العمل على جمع المقالات البحثية والعلمية الخاصة بتاريخ المدينة المنورة الموجودة بالمجلات لتوثيقها.
يذكر أن مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة يهدف إلى جمع المعلومات عن المدينة المنورة في اللغات المختلفة من جميع المصادر المتاحة كالكتب والدوريات والمخطوطات والوثائق، ويحتوي على مخطوطات وصور للمدينة المنورة من مختلف أنحاء العالم، كما يضم صوراً لوثائق إدارية وسياسية وثقافية واجتماعية من العهد العثماني.