مكة المكرمة: الوطن

في أمسية عابرة للقارات بفضل التقنية، أسهمت التكنولوجيا في التقريب بين الشاعر الإنجليزي ستيفن ووتس المقيم في لندن ومريدي الأدب في مكة، حيث أقام مقهى مكة الثقافي أمسية شعرية لووتس مساء الخميس الماضي عبر الإنترنت، رافقه فيها الشاعر عدنان الصائغ الذي قام بقراءة نصوص الشاعر مترجمة إلى العربية، كما ساهم عضو المقهى القاص علي المجنوني في ترجمة هذه النصوص.
الأمسية بثت أيضا عبر الموقع الخاص بنادي مكة الأدبي على الإنترنت، وأدارها الدكتور موسى الحالول، وشاركته من القسم النسائي الدكتورة سوزان وزان.
وقال الشاعر ستيفن ووتس إنه سعيد بالتواصل مع جمهوره العربي، معتبرا أنها تجربة رائعة ومفرحة كونها الأولى له جمهور يتذوق الكلمة الشعرية ويتمتع بتراث غني من الفنون والآداب المختلفة كالشعب العربي ـ حسب قوله.
وقرأ الشاعر عدة نصوص نالت استحسان الحضور والمتابعين، ثم جاء دور المداخلات حيث تحدث خلف القرشي سائلا الشاعر عن أهمية الشعر وهل يمكنه أن يحارب الإرهاب والكراهية، كما سأله عن الترجمة وإلى أي مدى تخون القصيدة، وأجاب ووتس قائلا الشعر يتجاوز السياسة ويتجاوز الواقع ولا هدفا مباشرا له، فالدعاية وحدها هي من تحمل هدفا واضحا ومباشرا وحتى لو لم يكن للشعر أثرا عمليا مباشرا فيكفي أنه يمنحنا إحساسا بالسلام الداخلي، أما الترجمة فلولاها لما كان الشعر العالمي، ولما استطعنا أن نطالع آلاف الشعراء الذين كتبوا شعرهم بمئات اللغات.
ورد ووتس على سؤال للدكتور مختار شودري عن كون بعض قصائده تبدو معادية للتكنولوجيا والحضارة، التي لولا وجودها لما أمكننا الاستمتاع به يلقي شعره علينا في نادي مكة الأدبي، قائلا نظرتي للتكنولوجيا محايدة؛ فالمسألة في النهاية تتعلق بنوعية استخدامها، مشيرا إلى أن شعره ليس معاديا للحضارة.
بعد ذلك سألته الدكتورة سوزان وزان عن إحدى قصائده وعلاقتها بفترة الثلاثينيات فقال إن هذه القصيدة تروي جزء من سيرة عائلته وأصله الإيطالي خصوصا وأن مرحلة الثلاثينيات شهدت صعود الفاشية.
وفي سؤال للشاعرة السعودية نعمة نواب عبر شبكة الإنترنت (لها ديوان باللغة الإنجليزية) عن نظرته للشعراء مزدوجي اللغة والذين يكتبون بلغتين أو أكثر، أكد الشاعر الإنجليزي بأن هذا الأمر أصبح أكثر حضورا لثلاثة أسباب هي السفر أو الهجرة أو التهجير وتناولت بعض المداخلات من القسم النسائي وجود بعض الرموز الإسلامية والعربية في شعره كالمسجد والإمام وغيرها فقال إنني أسكن في حي به كثير من المسلمين، والدين جزء مهم من حياة الناس ولا بد للشعر أن يكون قريبا منهم. الأمسية أقيمت ضمن أنشطة المقهى الثقافي، الذي يعمل تحت مظلة النادي الأدبي بمكة المكرمة.