الرياض: محمد الحليلي

طالب مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان باستقلالية جامعته مادياً والاعتماد على مواردها المالية الذاتية، فيما شن هجوماً على من قلل من التصنيف العالمي للجامعات، معتبراً إياهم إما عـاجزين عن فهم التصنيف أو غير قادرين على تحقيق إنجاز فيه. وأكد أن الفجوة بين جامعة الملك سعود والجامعات الأخرى تتمثل في عدم فهم أهمية التصنيف العالمي، داعـيا أن تدخل الـجامعات السعودية في نفس المـنهجية التي اتخذتها جامعة الملك سعود، بالعمل وفق خطة إستراتيجية. وأكد العثمان حاجة المملكة إلى 50 جامعة. وقال إن جامعته إن لم تدخل في تصنيف أفضل 300 جامعة في تصنيف شنغهاي للعام 2011 فإنها تضيع الوقت والمال.
وقال في حديث للصحفيين بعد تدشين الخطة الإستراتيجية لجامعة الملك سعود (ksu 2030 ) أمس بقاعة التشريفات في الجامعة: من حقنا أن نكافأ بأربعة مليارات ريال تضاف لميزانية الجامعة بعد أن استطعنا تحقيق مـثلها من تبرعات رجـال الأعـمال لمـشاريع الجامعة، ومنها مشروع أوقاف الـجامعة وكراسي البحث العلمية وشركة وادي الرياض للتقنية التابعة للجامعة.
وأوضح العثمان أن تلك الأموال هي في النهاية ملك للدولة، ولكن يجب أن تحصل الجامعة على استقلالها المادي أسوة بالجامعات المتميزة في سنغافورة وكوريا الجنوبية.
وبرر العثمان دعوته للاستقلال المالي بقوله إذا استمر ربط ميزانية الجامعة بسعر الدولار، فلن تتطور في هيكليتها المالية، ولا يمكن للجامعة أن تستمر معتمدة على الدولة في تمويلها، داعياً الدولة للتعاقد مع الجامعة وفق ما أسماه عقد خدمات، يتم من خلاله منحها الاستقلال المالي التام، على أن تقوم بتحقيق إنجازات علمية وأكاديمية مشروطة.
وقال العثمان أن تدشين الخطة الاستراتيجية للجامعة جاء بعد مضي سنة وستة أشهر على تطبيقها، موضحاً أن تأخير التدشين 16 شهراً جاء للتأكد من تحقيق نتائجها، بعد تحقيق بعض أهدافها بنسبة 100%، مشيراً إلى أن دلالات تحقيق الخطة الإستراتيجية أهدافها، تتمثل في تضاعف الأوراق العلمية، والبحوث المنشورة لمنسوبي الجامعة، و براءات الاختراع، إضافة إلى الدخول ضمن أفضل 400 جامعة عالمية في تصنيف شنغهاي خلال العام الماضي.
كما كشف مدير جامعة الملك سعود أن الجامعة رفعت بتأسيس 3 جامعات أخرى في 3 محافظات بمنطقة الرياض، مشيراً إلى أنه يجب ألا يزيد عدد الطلاب في كل جامعة سعودية عن 40 ألف طالب.
وبين الدكتور العثمان أن طريقة إعداد القوى العاملة في المملكة خاطئة، موضحا أن ذهاب 92% من خريجي الثانوية للجامعات أمر خاطئ، يعزز نسبة البطالة، مشيرا إلى أن التعليم الفني والتدريب المهني يجب أن يستقطب من 50% إلى 65% من خريجي الثانوية، في حين تستقطب الجامعات ما نسبته 30% إلى 45%.
وأوضح العثمان أن الجامعة لا يمكن أن تتطور بفكر الأكاديميين، مشيرا إلى أن تصريحاته السابقة بشأن عدم جدوى مجلس الجامعة فهمت بشكل خاطئ، مبيناً أن المقصود هو عدد الكليات الذي يمثله أعضاء مجلس الجامعات، موضحا أن استقلال أقسام الجامعات ككليات مستقلة زاد الحمل على كاهل الجامعات وموازنة التعليم العالي، داعيا إلى تقليص العدد.