حقق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس حلمه العلمي الثاني، حين أطلق أكبر جامعة نسائية في العالم بعد عامين ونصف من صدور أمره بإنشائها تحت اسم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لتكون البوابة الأكاديمية للمرأة السعودية، بعد أن باتت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البوابة البحثية للمملكة.
وبدا المشهد أبويا، حين مازح الملك بناته وأبناءه الحاضرين في حفل الافتتاح بعد استقباله بموجة من التصفيق وهتافات الترحيب، بتقديمه اعتذاراً عفوياً عن التأخر عن موعد الحفل بالقول: قبل ما نجيكم.. مسكونا.. ساعة وشوي، لكن الحمد لله، والسلام عليكم، في إشارة إلى جولة تفقد المشروع التي سبقت رعايته الحفل.
وكان خادم الحرمين اطلع أمس على منشآت جامعة الأميرة نورة واستمع إلى شرح مفصل عن المشروع ومراحله وما اشتمل عليه من مرافق إدارية وتعليمية وسكنية وخدمية، امتدت على مساحة 8 ملايين متر مربع، وزادت تكلفتها الإجمالية على 20 مليار ريال.
من جهته، خاطب وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في كلمة ألقاها خلال الحفل خادم الحرمين الشريفين بالقول: أمرتم بوضع كاميرات للنقل المباشر على مدى 24 ساعة لمتابعة سير العمل في المشروع من قبلكم شخصيا، إضافة إلى التقارير الشهرية التي أمرتم برفعها لمقامكم الكريم، وها نحن بعد سنتين وشهرين من تسليم المواقع للمقاولين نحتفل برعايتكم الكريمة بانتهاء بناء هذه المدينة الجامعية التي تعد أكبر مشروع على مستوى العالم.
أما مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل فقالت في كلمتها خلال الحفل: لا أدري، والمدخل صعب، أي طريق أسير عليه وتسير معي فيه أمة رأت فيك أباً وأخاً وقائداً، كثيراً ما سرى ليلاً وراح صباحاً أمام تطلعات أمته وآمالها.. نعم قائد وأمة.. أمة اختارت قائدها واختار قدر الله لها هذا القائد الذي شابه أباه قيماً وخلقاً ورأفة بشعبه.
بالأهازيج والتصفيق، استقبلت آلاف الحاضرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس أثناء افتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، مطلقا أكبر جامعة نسائية في العالم بتكلفة تجاوزت 20 مليار ريال، بعد عامين من صدور أمره بإنشائها، لتكون بوابة المرأة السعودية للانطلاق عالمياً.
وبدا المشهد أبوياً حينما مازح المليك بناته وأبناءه الحاضرين في حفل الافتتاح بعد أن تلقى تحية حارة منهم، بتقديمه اعتذاراً عفوياً عن التأخر عن موعد الحفل بقوله قبل ما نجيكم .. امسكونا .. ساعة وشوي، لكن الحمد لله، والسلام عليكم، في إشارة منه إلى الجولة التي سبقت رعايته للحفل.
وفي الحفل كانت الرسالة والمسمى واضحين بهدف تدشين مرحلة تاريخية من مراحل تطور تعليم المرأة تعزيزا لمشاركتها الإيجابية في التنمية وخدمة المجتمع.
وكان في استقبال الملك عبدالله لدى وصوله مقر الجامعة الجديد على طريق المطار أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري.
فمنذ عامين ونصف وتحديدا في 29 أكتوبر 2008، تم وضع حجر أساس الجامعة. وشغلت المساحة الواقعة غرب طريق المطار في الرياض بمعدات البناء لتجسد الرؤية الملكية واقعا على ثمانية ملايين متر مربع شاملة مباني وتجهيزات لإدارة الجامعة والمكتبة المركزية ومركزا للمؤتمرات والمنطقة الأكاديمية، إضافة إلى المستشفى التعليمي مع المختبرات والأبحاث والوحدات السكنية لأسر منسوبي الجامعة وأعضاء هيئة التدريس مع سكن خاص للطالبات وجامع ومرافق ترفيهية.
الجامعة الحلم التي تستوعب حوالي 40 ألف طالبة يشكلن أكثر من 60% من خريجات الثانوية في المملكة حظيت بشرف الزيارة الملكية الأبوية، لتعلن مرحلة مختلفة وجديدة تشهدها المرأة السعودية.
بدوره، أكد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في كلمته بالحفل، أن إنهاء المشروع في الوقت المحدد بالتوجيهات الملكية، رافقته متابعة شخصية مستمرة من قبل خادم الحرمين، حتى إنه أمر بوضع كاميرات بث مباشر على مدى 24 ساعة لمتابعة سير العمل في المشروع بإشرافه الشخصي، مبيناً أن المشروع أنجز بعد سنتين وشهرين من تسليم المواقع للمقاولين، ليكون بذلك أكبر مشروع على مستوى العالم من حيث الحجم والمكونات، الذي ينتهى منه في هذه المدة الوجيزة.
وأوضح وزير المالية أن أكثر من 75 ألف شخص من العاملين والفنيين والمهندسين عملوا يومياً على مدى 24 ساعة في مراحل التنفيذ للانتهاء من العمل في الوقت الذي حدده خادم الحرمين الشريفين، وكانت ثمرته 15 كلية تضمها الجامعة منها 5 كليات طبية، ومستشفى تعليمي بسعة 700 سرير، ومركز للأبحاث مجهز بأحدث الوسائل، ومركز لتنمية المهارات السريرية، حيث يعد الأكبر على مستوى العالم، ويشتمل على أحدث التقنيات التي توصل لها العلم في هذا المجال.
وأضاف الوزير أن المنطقة الإدارية تتكون من مبنى الإدارة الرئيس، وهو خاص بالنساء ومبنى آخر ملحق به خاص للرجال، ومكتبة مركزية، ومركز للمؤتمرات يتسع لأكثر من أربعة آلاف شخص، ومسجد جامع يتسع لأربعة آلاف مصل، إضافة إلى المنطقة السكنية وتتكون من 1440 فيلا ووحدة سكنية لأعضاء هيئة التدريس، وسكن للطالبات يستوعب أكثر من 12 ألفا و200 طالبة روعي فيها متطلبات ذوات الاحتياجات الخاصة.
وبين العساف أنه تم تصميم المدينة وفقا لأحدث المواصفات البيئية وتوفير الطاقة ومن ذلك نظام تسخين المياه عن طريق الطاقة الشمسية، كما طبقت فيها أحدث المعايير لجعلها صديقة لذوي وذوات الاحتياجات الخاصة في جميع أرجائها بما في ذلك قطار نقل الركاب الآلي الذي روعي في إنشائه وتشغيله الجوانب البيئية. وقال إنه تم تنفيذ وتجهيز المشروع من قبل شركات ومؤسسات ومصانع سعودية وموردين سعوديين تجاوز عددهم ألفي شركة ومورد.
من جانبه، بين وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أن منجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المجال التعليمي شملت البنيتين البشرية والمادية، وهي منجزات وقرارات تواكب متطلبات العصر. وأشار إلى أن أولى الخطوات في مسيرة النهضة التعليمية هي زيادة القدرة الاستيعابية للجامعات السعودية، كما يعد ابتعاث آلاف الطلاب في مختلف الدول ومختلف التخصصات أهم أوجه رعاية البنية البشرية التي أساسها المواطن، إذ شمل برنامج خادم الحرمين الشريفين 120 ألف طالب وطالبة.
إلى ذلك، وجهت مديرة جامعة الأميرة نورة الدكتورة هدى بنت محمد العميل كلمة إلى خادم الحرمين قالت فيها: إن إنجازكم النبيل تجاه بناتكم، يعزز فينا وبنا درس المسؤولية الضخمة، في الرقي بتعليم المرأة، والتعامل معها كشريك في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ونعاهدكم على أن نتصدى لدورنا التربوي والتعليمي.
وبحسب الفيلم الوثائقي الذي عرض خلال حفل افتتاح الجامعة، فإن قطاراً على مسار بطول 14 كلم سيكون حلقة الوصل بين مرافق الجامعة، لتسهيل عملية تنقل الطالبات بيسر وسهولة داخل الجامعة، بينما تتضمن المرافق مكتبة ضخمة تضم أكثر من 5 ملايين كتاب، سوف تتم تغذيتها بالمزيد منها في المستقبل. واحتاج المشروع الضخم بالإضافة إلى 75 ألفاً من العمال، أكثر من 5000 مركبة بناء، و225 رافعة.