لم يكتفِ الخطاط عبدالله المحمد صالح بمحاضرة عن فن الخط العربي يلقيها ثم يترك الحضور حائرًا دون ملامسة الحروف، بل اختار أن تكون محاضرته واقعنا والخط العربي التي ألقاها في منتدى بوخمسين,أخيرا, مزيجًا بين الكلام والحبر والدواة والقصبة وعرض للوحات ضمنها شيئا من جماليات الحروف الثمانية والعشرين.
وأكد المحمد بقاء الخط العربي شامخًا بالدواة والقصبة، ولن تستطيع التقنية الحديثة القضاء عليه، ويكفيه فخرًا أنه أحد أسباب حفظ وحي السماء إلى يومنا هذا، قائلا: ثمة فرق كبير بين الورود الطبيعية والبلاستيكية الجامدة.
وأضاف أن الحرف رسم لنفسه وجودًا في الأمم السابقة، وكان له اهتمام كبير من أعلى رجل في الهرم التنظيمي الإداري للدولة، وقد استخدموه في كثير من مناحي الحياة، فكانوا يكتبونه على الأواني ودور العبادة والسكنى والملابس وزينت به الأسلحة وغيرها. وبين نظرة العلماء القدامى للخط، مستشهدًا بقول أبي حيان التوحيدي: الخط هندسة روحانية، ظهرت بآلة جسمانية، وقول أبي بكر الصولي المتصوف العربي:الخط ساكن متحرك،- ساكن في شكله متحرك في صوته-، وقول ابن عربي: الحروف أمة من الأمم.
وأرجع أسباب ضعف الطلاب في الخط إلى إسناد تدريس المادة لمعلم غير متخصص؛ لنقص في الكادر التعليمي، وافتقار البيئة المدرسية للمسابقات الخطية، واكتفاء المعلم بحسن مستوى الطالب التحصيلي وغض الطرف عن خطه السيئ، ويقابل ذلك إهمال الأسرة وعدم إرشاده والصبر عليه، وغياب الحس الفني للبحث عن مظاهر يتجلى فيها الخط العربي.
وشدد المحمد على ضرورة الاهتمام بالخط على المستوى الفردي؛ لأنه يكشف جزءا مهمًا من شخصية الإنسان، فضلاً عن أنه عنوان للتكامل والافتخار والثقة والذوق، واكتساب رزق.