بيروت: حسن عبدالله

سُجلت نكستان في لبنان أمس، الأولى على صعيد تشكيل الحكومة والثانية على مستوى القمة الروحية. فبعد موجة من التفاؤل بقرب ولادة الحكومة عادت الأمور وتراجعت باتجاه سلبي بعد بروز عقد وزارية بعيداً عن وزارة الداخلية التي حسمت بين الجنرالين. فقد تبين أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون طالب بالحصول على 5 وزراء موارنة من أصل ستة وزراء؛ ما يعني حرمان رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير ماروني.
وأعاد هذ التشدد المفاوضات إلى ما قبل الاتفاق على وزير الداخلية ليتبين أن المشكلة أكبر بكثير من خلاف على وزير هنا أو هناك، بل كشفت المعلومات أن الصراع بين الجنرالين تجاوز الموضوع الحكومي ليصل إلى مستوى التحدي الوجودي؛ خصوصاً أن التيار الوطني الحر يعتبر أن الرئيس سليمان خرج من موقفه المحايد وبات أكثر قرباً من المعارضة ومسايراً لها خصوصاً في الموضوع الحكومي.
وقالت أوساط قريبة من التيار الوطني الحر إن النائب عون قدم كل ما يمكنه من تسهيلات أمام تأليف الحكومة؛ إلا أن الرئيس سليمان ومعه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يحاولان حرمان تكتل التغيير والإصلاح من حقوقه الشرعية، والإجهاز على دوره كأكبر تكتل نيابي في الأكثرية الجديدة.
أما نكسة القمة الروحية التي عقدت أمس الأول فتمثلت في خروج الطرف الشيعي عن إجماع بقية الطوائف ورفضه بندين أساسيين من البيان الختامي، الأول يتعلق بما قال المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إنه خروج عن النص الأصلي لما تم الاتفاق عليه حول حق لبنان في تحرير أرضه، وإضافة بديل له هو حق الدولة في تحرير أراضيها بما يعنيه ذلك من أن لا حق للمقاومة بالعمل في إطار تحرير الأرض. أما البند الثاني فهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي قال المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إنه اُستُبدِل بعبارة الصراع العربي الإسرائيلي.