أكد أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة نايميخن، رئيس القسم العربي بمعهد كلينندال للعلاقات الدولية، الهولندي رويل ماير، أن الترويج لمخاوف حدوث موجة من العمليات الإرهابية في العالم خاصة في الغرب، كرد فعل على مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، أمر غير حقيقي حاليا على الأقل وعلى المدى المنظور، إلا أن زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن، ناصر الوحيشي، تعهد بمواصلة القتال بعد مقتل بن لادن قائلا القادم أدهى وأمر وما ينتظركم أشد وأضر وذلك في بيان نشر على الإنترنت أمس.
وقال الباحث، رويل ماير، لن يكون هناك عمليات إرهابية أو عنف من المتطرفين الإسلاميين، لأن هؤلاء وقبيل مقتل بن لادن، وجدوا قنوات وطرقا أخرى للتعبير عن رفضهم وغضبهم، من خلال الاحتجاجات السياسية التي بدأت تعم بلدانا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وأكد ماير، في منتدى سياسي بالجامعة أول من أمس، أن انتهاء حالة الركود السياسي في الشرق الأوسط، يعد عامل تنفيث وعنصر طمأنة للغرب من عدم اندلاع موجات إرهاب على المدى القريب، لأن خروج الثورات، وخروج الإسلاميين مع هذه الثورات، وسقوط أنظمة كانت مدعومة من الغرب خاصة أميركا، كل هذا يعد مخرجا للإسلاميين ويبتعد بهم عن الإرهاب.
وأشار إلى أن الغرب الذي تسبب في دخول ما يعرف بالجدل السياسي عبر الأفكار المستوردة في دول إسلامية لا تعرف هذا الجدل، كان سببا في إنهاء الركود السياسي بتلك البلدان دون أن يقصد، وظهور مفاهيم مثل القضاء المستقل والانتخابات الحرة والصحافة المستقلة، وهو ما أدى إلى حراك سياسي وإسقاط بعض الأنظمة التي كان الغرب يدعمها بنفسه.
وحذر ماير من أنه لا يوجد فى الواقع ضمانات لإتمام إصلاحات سياسية في سورية وليبيا، كما أن مصر وتونس لا تزالان في مرحلة انتقالية هشة، وتهيمن عليهما أعمال العنف، واستمرار الأوضاع الهشة يهدد بفشل الثورات الشعبية، وإذا فشلت الثورات، هنا فقط سيعود العنف والإرهاب الإسلامي، لكن هذا الإرهاب على أي حال خارج جدول الأعمال في الوقت الحالي.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول، في منتدى بالعاصمة الصينية بكين، إن مقتل بن لادن ربما يسرع من وتيرة جهود المصالحة بين طالبان والحكومة الأفغانية، لكنه حذر من أن هذا سابق لأوانه. وأضاف تقديرنا الأولي هو أن هذا قد يفيد عملية المصالحة لأسباب مختلفة لن أخوض فيها هنا، لكن المؤكد أن شعورنا هو أنها قد تفيد. وقال رسول إن مقتل بن لادن سيجعل عملية نقل المسؤولية الأمنية أسهل لأن التهديد للأمن أقل، وأكد مجددا موقف الحكومة الأفغانية، وهو أن الأفغان أنفسهم ضحايا لـ بن لادن.
من جهة أخرى قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور الأميركي جون كيري إنه سيذهب إلى باكستان خلال الأيام القليلة المقبلة لوضع العلاقات الأميركية الباكستانية على المسار الصحيح.