سليمان الخنيني

مازالت فكرة رصيف الخدمات تختمر في ذهني منذ سنوات كلما رأيت حال شوارعنا لتزداد قناعتي بتكرار طرحها, فعجلة الزمان تدور والأمم تتقدم ونحن للأسف نرجع للخلف خطوات حيث الحفريات لدينا في كل منطقة وقرية، وهي أشبه ما تكون بالروتين اليومي حتى إن الناس تأقلموا معها واعتادوا ذلك، بل أصبح من الغريب أن يمر عليهم يوم ولم يروا الحفريات في كل شارع وطريق وممر حتى إنها حفريات أشبه بالعشوائية وغير حضارية, فلا تحويلات ولا طرقا بديلة ولا تنبيهات, ومع كثرة الحوادث الناتجة عن سلبيات هذه الحفريات فإننا إذا نظرنا لها من زاوية أخرى فإنها مكلفة على خزينة الدولة؛ تكلفها مبالغ طائلة حيث إنها أصبحت عمليات متكررة ومتلاحقة؛ عمال يحفرون ثم تتقاطع حفرياتهم مع خدمات أخرى فقد يقطعون كيبلا كهربائيا أو كيبل اتصالات وربما كسروا أنابيب المياه, ثم التمديد للمشروع فالدفن بالمخلفات ثم السفلتة وبعدها الهضوم ثم تأتي الصيانة، ثم تتلف طبقة الطريق ككل بفعل كثرة الصيانة التي ترقع يمنة ويسرة فتصبح مع كثرة الترقيعات طبقة الأسفلت غير صالحة وتتلف معها مساحات كانت سليمة فتأتي فكرة تجديد الطبقة ثم تعود الحفريات ويتكرر السيناريو, وهذا بلا شك منظر غير حضاري ويعبر عن تخلف مزمن وربما لولا المنتفعون من هذه العمليات لما آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن!! أليست هذه المعاناة وتلك التكاليف وتعطيل الشوارع بحفريات تتكرر بشكل يبعث على التساؤل ومن المستفيد من ورائها؟! كل هذه المعاناة لم تحرك الجهات المعنية بدراسة بدائل ناجعة تختصر كل هذا العناء الذي لا ينتهي؟!
لقد رأيت في فكرة رصيف الخدمات لإنهاء معاناة المواطنين مع هذه الحفريات التي لا تنتهي وتتلخص الفكرة بحفر خندق مع أحد جانبي الطريق أو في منطقة الوسط بعمق يسمح بالصيانة وتأدية الخدمة بشكل فاعل حسب حاجة كل جهة ويكون متعدد المسارات وبمساحة عرضية بما يناسب كل خدمة ثم يرصف بأشكال جمالية وألوان متعددة كل لون يعطي دلالة على جهة الخدمة لتسهل عملية الصيانة ويعطي منظرا زاهيا.