علي عايض علي - أبها

ما يؤرق المهتمين هذه الأيام والعاملين بمجال التربية والتعليم هو كيفية جعل الطالب يحترم العلم ومناهجه الدراسية وأنظمة وزارة التربية والتعليم وكل ما يطلب منه داخل وخارج مدرسته ، تم تطوير المناهج وعدلت بعض الجوانب التنظيمية الخاصة بالعاملين بالميدان التربوي وبالمقابل أغفل جانب مهم كان فيما أعتقد سببا جوهريا في تعمد الطالب مخالفته لواقعه اليومي الصحيح وإهماله وكثرة غيابه وتأخره عن الحضور لمدرسته لأسباب اختلقها وأوجدها لنفسه ولولي أمره فكانت حجة وذريعة خاطئة وافقه أهله مكرهين عليها واقتنعوا بها جميعا. من يعمل بالميدان ويكون ذا قرب من الطالب يلاحظ أن همته وحماسه ودافعيته نحو الدراسة والمدرسة لم تعد كالسابق فكان حضوره هدفه في أغلب الأحيان إقناع أسرته فقط وإرضاءهم بعدها تأتي أهداف أخرى ثانوية تقل أهمية عن سابقتها كالحصول على الشهادة الدراسية وبأي تقدير كان.
نعم أغفل جانب هام في مجال التربية والتعليم وكان سببا واضحا في التكاسل وقتل الروح المعنوية وتثبيط نفوس الطلاب فأصبح الكل يردده في حال طلب منهم الاجتهاد والاهتمام والمثابرة للحصول على نسب عالية وتقديرات تؤهلهم للقبول في أي مكان يرغبونه ، وهذا السبب هو أن الشهادة الدراسية التي يلهث خلفها كل الطلاب لم تعد لها قيمتها وأهميتها في نظرهم فيستشهدون بمن سبقهم من أقاربهم ومعارفهم وأن أغلبهم قد حصل على تقادير عالية ومستويات مرتفعة لم تؤهلهم للقبول بأي جهة أو جامعة أو حتى وظيفة فسيان عندهم الحصول على نسب عالية أو نسب منخفضة فهم واثقون بأنهم حققوا النجاح المطلوب ولا غيره وحتى أسرهم أصبحت لديها قناعة تامة بهذا النجاح فكانت نتائج ذلك كثرة مخالفة الطالب للأنظمة والتعليمات وبتصميم وإرادة قوية إذا كنا نريد أن نعيد للعلم هيبته وقدرته واحترامه فعلينا أن نجعل للشهادة الدراسية أهميتها وقدرتها وهيبتها حتى يحترم الطالب العلم وأهله.