.تواصُل الحاكم مع المواطنين وتلمُّس احتياجاتهم وأخذ آرائهم وعلاج مشاكلهم دون حاجب أو وسيط أمر يتفق مع معطيات ديننا الحنيف وأصالتنا العربية.. بل هو (الديموقراطية) المثالية.
من قرأ تاريخ الملك المؤسس (عبدالعزيز آل سعود) أو شهد مجالس أبنائه الملوك من بعده، سيجد أنهم يفتحونها أمام من يقصدهم دون تمييز أو تفرقة، يسمعون ما يُعرض عليهم ولا ينصرف المراجع إلا وأمره ميسر وصدره منشرح.
كانوا حتى اللحظة يوصون أمراء المناطق بتطبيق نهج المجالس المفتوحة ومنها ما أصدرته إمارة (مكة المكرمة) إضمامة أنيقة تضمنت ما دار بأسبوعيات مجلس الأمير (خالد الفيصل) من حوارات أدارها وآراء دوّنها جاءت منها توصيات إيجابية لتنمية المنطقة وإيصالها للعالم الأول.
كنتُ شاهداً ومشاركاً أيام الصحة والنشاط لبعض مجالسه شبه اليومية بـ (أبها البهية) وقتما كان أميراً لمنطقة عسير 37 عاما حافلةً بالعلماء والأدباء ومشائخ القبائل وأعيان المجتمع والمفكرين من الشباب جُمعت واستُخلصت منها عدة مجلدات يمكن الرجوع إليها والإفادة منها.
.بين النصيحة والفضيحة فرق كبير.. وعندما وجه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم بأن (الدين النصيحة) فهي واجب على كل مسلم ومسلمة، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والأخطاء البشرية حقيقة واقعة، ولتلافيها وإصلاحها لا بد من نصيحة مخلصة صادقة من رجل أو امرأة تتوافر له أو لها الحكمة وسداد الرأي.. وعلى أي منهما إيصال النصيحة لمن أخطأ بالسريّة والروّية والمعاملة الحسنة مع المنصوح.. فيكون التوفيق محالفاً والنصح مقبولاً.
أما الفضيحة فهي إعلان النصيحة على الملأ بأي وسيلة إعلامية، ومن قام بها يتحمل وزرها وما ينتج عنها من سلبيات تعود على المجتمع بالوبال وسوء الحال.. وتترتب عليها محاكمة من قام بها ومجازاته بما يستحق.. وإذا لم يتب فسيواجه عقابه الرادع دنيا وآخره.. هدانا المولى إلى سواء السبيل.