قال رئيس هيئة السوق المالية الدكتور عبدالرحمن التويجري إن الهيئة تتجه لإلزام الشركات المدرجة في سوق الأسهم المحلية بالتطبيق الكامل لبنود لائحة الحوكمة, مشيراً إلى أنها ماضية في متابعة التطبيق الحالي على الشركات المساهمة المدرجة، فيما تسعى لرفع مستوى ثقافة الحوكمة في الشركات العائلية.
وشدد التويجري خلال كلمته في ملتقى حوكمة الشركات العائلية بغرفة الشرقية أمس على ضرورة إشراك المساهمين في أدوار أكبر من خلال المشاركة في القرارات والتصويت عن طريق الجمعيات العمومية.
وأكد أن هدف الهيئة الوصول إلى سوق مالية منظمة تتبع أفضل الممارسات العالمية في الحوكمة.
وقال التويجري : رغم أن الشركات العائلية تأخذ الحصة الكبيرة من مساحة الشركات في المملكة، إلا أنها تواجه تحديات جسيمة، تزداد مع توالي الجيل الثاني والثالث من ملاك الشركة حيث يبدأ التباين ويتسع الخلاف بين الملاك، مما يوفر بيئة غير صحية لأداء الشركة، خصوصا في حال عدم اتحاد خطوات من شأنها أن تحد من تلك المخاطر.
من جانبه قال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد إن الملتقى يأتي وسط اهتمام كبير في الأوساط الاقتصادية وقطاع الأعمال في دول مجلس التعاون لدول الخليج بضرورة دراسة الأهمية الاقتصادية للشركات العائلية، على نحو خاص في المملكة، مع تزايد الاتجاه في القطاع الخاص السعودي، نحو فهم إمكانات هذه الشركات، تعميقا لأدائها في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، وتطويرا لدورها في منظومة أداء الاقتصاد الوطني، وتعظيما لنصيبها في الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد على أهمية تطبيق الحوكمة في الشركات العائلية انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية للشركات العائلية وموقعها في الاقتصاد الوطني، مبينا أن 75% من الشركات العاملة في القطاع الخاص بدول الخليج هي شركات عائلية حيث يقدرعددها بـنحو 5 آلاف شركة، تقترب أصولها من تريليون دولار وتستوعب أكثر من 70% من إجمالي القوى العاملة في المنطقة.
وذكر أن الشركات العائلية تستحوذ على العديد من الأنشطة الاقتصادية المهمة، من البناء والتشييد والمقاولات، إلى وكالات السيارات ومراكز التسوق، مرورا بمصانع السكر والأسمدة، والأسمنت والحديد، وشركات السفر والسياحة.
وعلى صعيد جلسات الملتقى أكد المشاركون على أهمية الفصل بين المسؤوليات في الشركات العائلية، وبين مجلس الإدارة والجهاز التنفيذي، وأن يحدث الانسجام بين مصلحة العائلة والشركة، من خلال دخول عناصر مستقلة في عضوية مجلس الإدارة.
وأوضح المدير التنفيذي لشركة ماكينزي بالشرق الأوسط كيتو دي بوير أن هناك عددا كبيرا من الشركات في أوروبا وآسيا وأميركا مثل فريق مانشستر سيتي، وجوجل، ومايكروسوفت هي شركات عائلية، مبينا أن سر نجاحها هو اعتمادها على الكفاءات والمواهب، حتى لو كانت من خارج العائلة.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الشركات العائليه هو تحقيق المواءمة بين مصالح الشركة المالية ومصالح العائلة، مؤكدا أنه لا بد من تحقيق الانسجام من خلال جذب الكفاءات المستقلة للعمل في إدارة الشركة.
من جهته قال الرئيس التنفيذي بشركة الزامل للصناعة المهندس عبدالله الزامل إن مبدأ النجاح في أية شركة عائلية هو اختيار الكفاءات، سواء من العائلة أو من خارجها، مبيناً أن العناصرالمستقلة تفصل بين الجوانب العملية والعاطفية، كما تسهم في فتح آفاق عمل جديدة ومشروعات متطورة.
أما الرئيس التنفيذي بشركة سيدكو الدكتور عدنان صوفي، فأكد على ضرورة استقطاب الكفاءات الأكاديمية التي تنسجم تخصصاتها مع نشاط الشركة، والتي قد لا تتوفر من داخل العائلة.
فيما قال رئيس قطاع الخدمات المساندة بشركة زهير فايز المهندس حسين فايز إنه ينبغي أن يكون لدى الشركة مجلس إشرافي من أبناء العائلة، ومجلس تنفيذي يضم عناصر مستقلة، ولا بد من فصل في المسؤوليات بين مجلس الإدارة والجهاز التنفيذي، وهذا ما يعزز النمو في الشركة، ويحقق المواءمة بين مصالح العائلة ومصالح الشركة.
واستعرض أمين ناصر، الشريك في شركة وتر هاوس كوبرز، مسحا ميدانيا حول الشركات العائلية وأدائها، حيث أوضح المسح أن 25%من العائلات تملك أسهما في الشركة، كما أن 15 % منهم يعملون في نفس الشركة.