كان يفترض بمباراة فجر الخميس الماضي التي أطلقوا عليها كلاسيكو العالم بين ناديي ريال مدريد وبرشلونة في كأس إسبانيا أن تكون مثالا لفن كرة القدم واللعب النظيف، لكن جزءا كبيرا من ذلك لم يحدث كما رأينا على شاشة الجزيرة الرياضية بين فريقين تتابعهما الكرة الأرضية ويضمان نخبة من لاعبي العالم.
فمنذ بدأ الربيع العربي وأخبار الثورات وتداعياتها تحتل الحيز الأكبر من الاهتمام، غير أن زحمة أخبار تلك المباراة، وطلب ابني بشر بتقديم شرح عن تفاصيلها جعلاني أضع مشاهدة الكلاسيكو ضمن برنامج السهرة بحثا عن هروب وقتي من مشاهد العنف وقمع المتظاهرين، غير أن العنف كان سيد الموقف أيضا في الكلاسيكو الكوني، ما يجعل قضية القدوة الرياضية في أزمة، فعشرات الملايين من الجيل الفتي في مختلف الدول تسمروا أمام الشاشات ليستمتعوا بفن كروي متميز من لاعبين كبار، لكن الشوائب تداخلت مع الفنى فأفسدته، وبعض الكبار صاروا صغارا بأفعالهم، وتكفي لقطتان للدلالة على غياب الروح الرياضية تم فيهما انتهاز انشغال الحكم في حالة أخرى – وكأننا في إحدى تمثيليات المصارعة الحرة – إذ تجاهل لاعبان عشرات الكاميرات المزروعة في الملعب ليمارسا العنف ضد حامل لقب أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ميسي أو اللاعب الجني على رأي عصام الشوالي الذي أمتع في تعليقه.
اللقطة الأولى للاعب الريال بيبي وهو يدوس عامدا بقوة على يد ميسي أثناء وقوع الأخير، والثانية للاعب ريالي آخر هو كوينتراو يضرب رأس ميسي بعنف خلال محاولته النهوض. ومن المؤسف أن نرى لاعبين ينحدرون إلى الدرك الأسفل بسلوكياتهم ما يضع فريقهم بحرج أمام مشجعيه.
أخيرا، برغم أنه لا ناقة لي في برشلونة ولا بعير في مدريد ولا قعود في الرياضة، لكن يفترض باتحاد اللعبة في أي دولة أن يعاقب من تضبطه الكاميرات وهو يقوم بتصرفات غير مسؤولة لا يشاهدها الحكم. ولو رأى حكم الكلاسيكو مشاهد العنف كلها لطرد عددا من لاعبي ريال مدريد، وربما تكون حينها نتيجة المباراة فضيحة كروية.