جدة: الوطن

الطويرقي: العنف بات مرضا مستوطنا يهدد الأجيال المقبلة

انتظم 400 مرشد طلابي بمدارس جدة أول من أمس، في لقاء حواري يناقش مفهوم العنف ضد الطلاب، وأساليب اكتشافه والتعامل معه، تمهيدا لاستكمال الفعاليات نفسها التي حضرها أمس 400 مرشد آخر، ضمن برامج حماية الطلاب من العنف بالمدارس.
وتحدث الدكتور هاني الغامدي، من جامعة الملك عبدالعزيز، أمام المرشدين الطلابيين حول العنف، وطرق الكشف عنه، وكيفية التعامل مع المعنفين، ضمن الورشة التي نظمتها إدارة التوجيه والإرشاد بتعليم جدة، بالتعاون مع كرسي بقشان للعنف الأسري بالجامعة.
وقال مدير إدارة التوجيه والإرشاد بتعليم جدة سالم الطويرقي إن اللقاء خصص لجميع المرشدين الطلابيين بجميع مراحل التعليم العام، ويقام على مدى يومين، بواقع 400 مرشد في اليوم، وهو ضمن برامج رعاية السلوك التي تنفذها الإدارة لنشر مفهوم العنف، وأساليب اكتشافه، والتعامل معه.
وأكد أن هذه البرامج، تأتي في وقت أصبح فيه الطلاب معرضين للعنف بشتى أنواعه، وفي مختلف المواقع، الأمر الذي يوجب علينا في التربية والتعليم، اكتشاف هذه الحالات، والتعامل معها، خصوصا أن كثيرا من الطلاب لا يستطيعون البوح بما يتعرضون له من عنف.
وحول سؤال لـ الوطن، عن آليات التعامل مع حالات العنف، أشار الطويرقي إلى أن الحالات التي يرتكبها أحد منسوبي المدرسة يتم التعامل معها وفق الإجراءات المبلغة للمدارس في لائحة التعليمات الإرشادية، أما الحالات التي ترتكبها الأسرة ويتم اكتشافها في المدرسة فتتم دراستها وتوثيقها من قبل لجنة الإرشاد بالمدرسة، وتبلغ للجنة العليا بالإدارة لاستكمال إجراءاتها النظامية.
وأبان أن حالات العنف ضد الطلاب تأتي على أنواع عدة، منها العنف الجسدي الذي يشمل حالات الضرب وغيرها، وتظهر آثارها على جسد المعنف، والعنف النفسي الذي يشمل حالات العناد والتهميش والتحقير والسخرية والاستهزاء والتحطيم والتقليل من القيمة، والعنف اللفظي الذي يشمل حالات الكذب والغيبة والنميمة والشتم والسب واللعن واستخدام الألفاظ البذيئة، والعنف الجنسي، والعنف الفكري.
وأوضح الطويرقي أن العنف بات مرضا مستوطنا في كثير من المجتمعات بشكل مخيف جدا يخترق الحياة والثقافة، ويتخذ أشكالا وأنماطا متعددة ويهدد الأجيال المقبلة الأمر الذي دفع بإدارة التوجيه والإرشاد ممثلة في كوكبة من التربويين والآباء لمحاربته وإيقاف مسيرته وانتشاره، وخصوصا في المدارس، وأن ذلك سيتم من خلال برامج متعددة صفية ولا صفية، وتوعوية للآباء والأمهات والمعلمين، ومتابعة دقيقة وتقويمية للتنشئة الأسرية والمدرسية تمثل هذا البرنامج.
وأكد أن أهداف برامج حماية الطلاب من العنف تتمثل في التأكيد على ما تضمنته تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء الداعية إلى حسن معاملة الأطفال وتربيتهم وفق المنهج الإسلامي السليم، والعمل على تهيئة البيئة التربوية والأسرية المناسبة للطفل سواء في منزله من خلال أسرته أو في مدرسته. وتأتي هذه الفعاليات التثقيفية لمرشدي المدارس، ضمن برامج الحماية الكلية للطلاب من العنف، والذي أقرته الإدارة العامة للتوجيه الطلابي والإرشاد بوزارة التربية والتعليم في جميع إداراتها التعليمية، من خلال تطوير برامج مشروع الحد من العنف ضد الأطفال، تحت مبرر أن الظروف الحالية أصبحت تحتم على المدارس حماية الطلاب والطالبات من العنف، وليس الحد منه فقط. ويركز المشروع الذي بدأت إدارات التوجيه والإرشاد بالمناطق والمحافظات تنفيذه في مختلف مدارسها عبر المرشدين الطلابيين، على أساس سرية المعلومات المتعلقة بحالات الإيذاء، والإساءات الموجهة للأطفال التي تكتشفها المدرسة في ضوء تعليمات الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد. وطالبت تعليمات البرنامج المعلمين والمعلمات والمرشدين والمرشدات بالمدارس، بتتبع آثار الإيذاء التي تضمنها المشروع، ودراسة هذه الحالات بدقة وعناية، والتنسيق مع لجان الحماية الاجتماعية المشكلة في إمارات المناطق بالتعاون مع الشؤون الاجتماعية حيالها، وتحويل الحالات التي تحتاج إلى مزيد من الرعاية والمتابعة إلى الجهات المعنية كالوحدات الصحية المدرسية، أو مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، أو العيادات النفسية، ومتابعة النتائج والإجراءات المترتبة على هذا التحويل.