يجب ألا ننتظر من الغرب، وخاصة في الظروف الراهنة، أن يكون عربيا أكثر من العرب ومن الفلسطينيين، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. هو لم يكن إلا صدى لأهواء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ أن أرسى وثبت هذا الكيان، ودعمه في احتلاله وتهجير أبناء فلسطين في أربع جهات الأرض.
الرهان على الولايات المتحدة، وتحديدا على عهد الرئيس باراك أوباما لم يكن في محله، مع تسليمنا - إذا سلمت النوايا - أنه كان صادقا فيما دعا إليه من إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مما يعني أن القدس ستصبح عاصمة الدولة المستقلة، وأن اللاجئين سيعودون إلى ديارهم، وأن حدود الدولة الفلسطينية وكذلك دولة إسرائيل قد رسمت.
الواقع أن الفلسطينيين صدّقوا، وراهنوا طيلة السنوات الثلاث الماضية من عمر الإدارة الأميركية على وضع وعود أوباما موضع التنفيذ، ولكنهم صدموا، عندما طلبوا الانضمام إلى اليونسكو، وكانت صدمتهم أكبر عندما منعوا من طلب الانضمام إلى الأمم المتحدة.
لا غرابة أن تواصل إسرائيل في ظل التمييع الأميركي والغربي عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والتهويد في القدس، وأبعد من ذلك السعي للوصول إلى ما يسمى الدولة اليهودية.
لقاءات عمّان لن تجلب للقيادة الفلسطينية سوى المتاعب الداخلية، بين مؤيد ومعارض، والأفضل لها العودة إلى قواعدها التي يمكنها أن توجهها وتصوب بوصلتها.