خلص رئيس حملة السكينة لتصحيح الأفكار المتطرفة الشيخ عبدالمنعم المشوح في قراءة لبيان تنظيم القاعدة حول مقتل أسامة بن لادن، إلى حالة ضعف يعيشها التنظيم تمثلت في التركيز على الثورات في العالم العربي كـسلاح مدمر للشعوب عوضاً عنه.
وسرد لـالوطن أمس ملاحظات على التنظيم وصفها بـغير المعهودة بعد تحليله مضمون البيان، أبرزها الإمضاء باسم القيادة العامّة وهو ما اعتبره إشارة واضحة لوجود خلاف حول الزعامة بعد مقتل بن لادن.
وأكد تنظيم القاعدة أمس في بيان له مقتل زعيمه أسامة بن لادن، متوعدا الولايات المتحدة الأميركية بالانتقام ، فيما أعلنت واشنطن توخي أقصى درجات اليقظة.
شدد رئيس حملة السكينة المتخصصة بتصحيح الأفكار المتطرفة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمنعم المشوح على اتضاح ضعف التنظيم من خلال تركيزه على الثورات في العالم العربي كـسلاح مدمر للشعوب عوضاً عنها.
وسرد المشوح في حديث خص به الوطن أمس، جملة من الملاحظات غير المعهودة على التنظيم اتضحت جلياً من خلال بيانه منها عدم حمل بيان القاعدة لشخصية محددة أو قائد أو أمير أو خليفة بن لادن، والاكتفاء باسم القيادة العامّة يشير إلى وجود اختلاف حول من يخلف بن لادن. وقال لو تقرر خليفته لأعلن هو مقتل بن لادن.
ولاحظ المشوح ميل صياغة البيان إلى الصياغة الأدبية الأمر الذي يدل على استكتاب الكاتب لكون صياغته لم تكن كما اتسمت بها القاعدة في البيانات، التي تحمل الوعيد دون استمالة أدبية قائلاً إن كانت تحمل فحوى القاعدة وتوعدها وبعض أدبياتهم، لكن كاتب البيان واضح عنايته باللغة العربية والمرادفات والتكلف في الإعراب والتشكيل، وهذا ليس سمة قادة التنظيم.
وكشف المشوح عن ضعف القاعدة في الوقت الحالي لكون البيان دل على ضعف مصدرين البيان المستكتبين لكونهم لا يعرفون أي معلومة موثقة على ما أسموه ملحمة الإباء، وهو مخالف لما عرف عن التنظيم الذي عادة يستعرض قوته بكمّ المعلومات الخاصة التي يمتلكها.
وشكك المشوح بأن يكون البيان صادر عن التنظيم نفسه، وهو ما اتضح جلياً من خلال الملاحظات والنواقص والصياغة، مضيفاً أن من ضمن جملة من الملاحظات على البيان منها عدم ردهم على الشكوك والتساؤلات والادعاءات لتعرض بن لادن لخيانة من قبل نائبه أيمن الظواهري في تسريب مكان بن لادن؛ وأن عدم الرد على الشكوك ليس من عادات التنظيم الذي يحرص في مجمل بياناته العامّة على الرد على التشكيك أو الافتراءات التي تمس روح التنظيم، وهو ما لم يحصل في هذا البيان. وأضاف المشوح أن البيان حرص على الثورات في العالم العربي وكأن المراد منه التأكيد على مقتل بن لادن ثم التأكيد على الثورات ونشرها وهو مخالف لعرف التنظيم وليس من عادته الإعلان المسبق عن إصداراتهم وبياناتهم خاصة ما يتعلق بالقادة وركزوا في البيان أن المهم للأمة أن شريطا مسجلا سينشر قريبا لبن لادن حول المظاهرات!. ورأى المشوح أن البيان موجّه ويُراد منه – بحسب رؤيته - أن يظل بن لادن وفكره ورقة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، والتركيز على الثورات في العالم العربي والتأكيد عليها.
وحذر المشوح أتباع القاعدة والمتعاطفين معهم من خطورة الاستمرار في مسار العنف والتطرف، مؤكداً أن القراءات العميقة والتحليلية تثبت مدى اختراق التنظيم وتحقيقه لأهداف وأجندات بعيدة جدا عن الشعارات التي يحملها التنظيم أو الأهداف التي يرجوها، وقال لا تستغفلهم الغايات الأخرى.