من المفارقات أن ناشطين من ثورة 25 يناير يحاكمون أمام المحاكم المصرية، وأن من اعتبر مفجر ثورة 25 يناير، وائل غنيم، يقول إنه لم تكن لديه فكرة أن ثورة ستقوم، من جراء ما قام به عبر الصفحة التي خصصها للشهيد خالد سعيد على الفيسبوك.
لكن الأكيد أن الثورة قامت والنظام رحل وميادين التحرير شهدت للثوار بإسقاط النظام، وأن انتخابات برلمانية جرت، واصطف المواطنون في طوابير طويلة لأول مرة أمام مراكز الاقتراع، وانتخبوا من انتخبوا للبرلمان.
السؤال لماذا يتهرب وائل غنيم مما حصل، وهل ما أقدم عليه كان نوعا من المراهقة السياسية، والسجن الذي تعرض له لمدة 11 يوما في أقبية الأمن كان على سبيل التجربة التي تحدث عنها مناضلون سابقون؟
والسؤال يجر سؤالا آخر، لماذا غاب شباب الثورة عن البرلمان، وإن حضروا بمستوى لا يرقى إلى الإنجاز الكبير الذي استطاعوا تحقيقه بعد أن عجزت عنه أحزاب عريقة في العمل السياسي؟
لا يحق لوائل غنيم أن يقلل من وهج ما فعله هو وزملاؤه في ثورة 25 يناير، وانسحاب الثورة المصرية وتفاعلاتها إلى عدد من البلدان العربية، وحركت الحياة السياسية الراكدة في أكثر من مكان، وجعلت مصر الساكتة طيلة 30 عاما، منارة جديدة للإعلام النابض والحلقات السياسية والفكرية.
تواضع الثوار كان سببا في انتصار ثورتهم، وابتعادهم الظرفي عن البرلمان والهيئات التمثيلية لا يعني أنهم ليسوا صناع الثورة.