الرياض: وفاء أحمد

طغت المراجعة العميقة للحاضر السعودي على مؤتمر تيد إكس الرياض أمس ضمن أنشطة منتدى الغد الثاني، بمشاركة 1300 معظمهم من الشباب، حين برزت الدعوات لإعادة النظر في كسر جليد التدريس الجامعي عبر الترفيه والابتسامة، واعتماد الأخيرة أيضا لدعم الشباب، والدعوة إلى الاحتفاء بالأسئلة لدورها في الفهم والإقناع وحل المشاكل.
وشهد المؤتمر مشاركة أصغر متحدثة وهي مها أبا حسين (16 عاماً) التي نالت إعجاب الحضور حين أكدت أن فائدة التجربة أفضل من فائدة النتيجة في إجابة عن سؤال حول الخبرة التي اكتسبتها من المحاولات.


أكثر من 1300 معظمهم من الشباب حضروا أمس مؤتمر تيد إكس الرياض، الذي يمثل أول فعالية من فعاليات منتدى الغد الثاني الذي انطلقت أعماله بفتح ملف التعليم، وسط دعوات لتعزيز الثقة بين أطراف العملية التعليمية، في محاولة لتسليط الضوء على أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب السعودي.
وتحدث الدكتور صالح الشبل، في الفترة الأولى من المؤتمر، عن الطرق التقليدية والمملة التي يتبعها بعض أساتذة الجامعات في إلقاء المحاضرات وما يؤدي إليه ذلك من ملل في نفوس الطلاب الجامعيين، وقال إنه لا بد من كسر الجليد بين الطالب والمعلم، ودعا إلى أهمية دمج التعليم بالترفيه، معتبرا أن الابتسامة هي أقصر الطرق إلى كسر الجليد وإشاعة الدفء في الفصول الدراسية.
كما شاركت إلى جانب المتحدثين، الشابة السعودية آلاء المزين التي صنفتها مجلة سيدتي ضمن أنجح 60 سيدة عربية في 2008، كما اختيرت سفيرة مبادرة شباب الشرق الأوسط.
وقدمت المزين مشاركتها باللغة العربية وهو ما يحدث للمرة الأولى في المؤتمر، وأعلنت بدايةً أنها تلقت غالبية تعليمها باللغة الإنجليزية، واستبقت كلامها بالاعتذار في حال أخطأت في نطق الكلمات العربية بالشكل الصحيح.
ودعت المزين، المسؤولين في الدولة، إلى تقديم الدعم للشباب، ولو بمجرد ابتسامة، لمساعدتهم على شق الطريق نحو المستقبل. واختتمت الفترة الأولى، بمشاركة للمهندس عبدالله الجرف مؤسس مجموعة محترفي التدوين في السعودية، ركز فيها على الدور التحفيزي الذي تخلفه الأسئلة في مسيرة الإنسان، لافتا إلى أن الأسئلة تستخدم للفهم والإقناع ومحاولة حل المشاكل.
وشهدت الفترة الثانية من المؤتمر، مشاركة أصغر متحدثة مها أبا حسين البالغة من العمر 16 عاماً، التي قالت إنها التزمت قاعدة إنجاز شيء في كل يوم، متحدثة عن إنجازاتها التي بدأت بالمشاركة في الحوار الوطني وتمثيل المملكة في مؤتمر بعنوان الأطفال والشباب نحو إطلاق الطاقات الكامنة.
وحول الخبرة التي اكتسبتها من المحاولات، قالت إن فائدة التجربة أفضل من فائدة النتيجة. وأرجعت سبب نشاطها ومحاولاتها العديدة إلى الملل والطفش اللذين اعتبرتهما عاملا محفزا لها كي تخرج بقرار أن تنجز في كل يوم أمرا.
وأوضحت سيدة الأعمال، ومنشئة أول مجلة متخصصة في التصميم خلود عطار في مشاركتها، أن الاستماع للآخرين وتبادل التشجيع معهم ونشر وتسويق البعض لأفكار وإبداعات أقرانهم ومساعدة البعض هي وسيلة فعالة في الإنجاز والخروج بأفضل النتائج. ثالث فترات تيد إكس الرياض ابتدأها المصوّر الفوتوجرافي فيصل المالكي، متحدثاً عن تجربته في التصوير ومدى تأثيرها عليه، مؤكداً أن المخيلة هي من تصنع العمل الفني، وتعطيه جماله، وليس العكس، مستشهداً ببعض أعماله المميزة، التي كانت التقاطاً لمناظر عاديّة، وأحياناً مُقززة، إلاّ أن زاوية الرؤية وطريقة التعاطي مع المشهد هي من يحدد جماله.
من جانبها، تناولت المدربة والمستشارة في التنمية البشرية الدكتورة سمية الناصر، قضية الإبداع وكيفية استبيانها لدى الشخص، مؤكدة أن الإبداع ليس سوى محصلة واحدة من المدخلات البشرية الأساسية، وهي السمع والبصر والإحساس، إلى جانب إحدى العواطف التي تحرك مشاعر الإنسان. وشددت على ضرورة أن يطرح المرء التساؤلات على نفسه، وأن يعرف ماهية الحياة وموقعه فيها.
أما الناشطة في الحقل التطوعي نجود الرميحي، فتشاطرت مع سابقتها أهمية التساؤلات وطرحها في الحديث مع النفس، مؤكدة وجود قوة كامنة في لب الأسئلة.
واستدلت الرميحي، بقصة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعبده وتساؤلاته في الغار قبل النبوّة، وقصة نيوتن وتساؤله عن سرّ سقوط التفاحة الذي كان بمثابة مفتاح لمعرفة سرّ الجاذبية وقانونها، الأمر الذي تكرر مع كريستوفر كولومبوس حين اكتشف القارة الأميركية، موضحة أن البحث عن إجابة الأسئلة، والقدرة على الحصول على إجابات، هو ما يصنع الفارق لدى الإنسان.