فاضل: نحاول إعادة ثقافة الذهاب للسينما فالعراقيون متعطشون لعودتها
أنفق العراقي زيد فاضل 800 ألف دولار لتحقيق حلمه بإنعاش دور السينما في العراق بعد عقود من الدكتاتورية التي قيدتها والخوف من التفجيرات الذي أبعد الناس عنها وأبقاهم في منازلهم.
وافتتح فاضل هذا الأسبوع دار سينما صغيرة في ناد اجتماعي بالعاصمة العراقية بغداد ليكون بداية خطة طموحة لبناء 30 دارا للسينما في بغداد في غضون أربع سنوات؛ مما يمنح العراقيين فرصة مشاهدة أفلام تعرض للمرة الأولى كما هو الحال في باقي دول العالم.
وإمكانية مشاهدة أفلام جديدة مثل درايف آنجري أو ذا ميكانيك أو سورس كود ستفتح الباب على مصراعيه أمام العراقيين ليتصلوا من جديد - دون أي قيود - بثقافة السينما العالمية التي حرموا منها في عهد الرئيس الراحل صدام حسين الذي امتد 24 سنة والفوضى الدامية التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأطاح بصدام.
وقال الممثل والمخرج العراقي عزيز خيون في افتتاح دار السينما العراقية بنادي الصيد في بغداد إن في افتتاح دار للسينما في العراق إصرارا على الحياة. وأضاف أن الأمر مهم كرغيف الخبز.
وكان يوجد في العراق 82 دارا للسينما منها 64 دارا في العاصمة المزدحمة التي يعيش فيها نحو سبعة ملايين من إجمالي سكان العراق وهو 30 مليون نسمة.
لكن شيئا فشيئا أغلقت هذه الدور أبوابها في عهد صدام حين كانت الحكومة تتحكم في اختيار الأفلام وتحدد أهميتها ولم يتبق منها وقت الغزو سوى خمس دور فقط.
وأدت هجمات المقاتلين التي أعقبت الغزو وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف إلى خوف العراقيين من الذهاب إلى الأماكن العامة وأماكن التجمعات. واختار العراقيون الأمان النسبي في بيوتهم حيث يمكنهم متابعة مئات القنوات الفضائية.
لكن على الرغم من أن عشرات التفجيرات والهجمات ما زالت تقع كل شهر في العراق فإن العنف تراجع بشكل عام في السنوات القليلة الماضية وأصبح العراقيون يترددون على الأماكن العامة مجددا.
وقال فاضل إن العراقيين متعطشون لعودة دور السينما، وإنه يحاول إعادة ثقافة الذهاب للسينما إلى العراقيين.
ودار السينما الصغيرة التي افتتحها فاضل في نادي الصيد العراقي بها قاعتان في كل منها 75 مقعدا فخما مستوردة من إسبانيا وبها أنظمة صوت وإضاءة متطورة وأجهزة عرض من إيطاليا وألمانيا. وستزود أيضا بأجهزة عرض رقمية ثلاثية الأبعاد.
وتوجد الدار بالقرب من محلات ملابس ومطاعم ومنطقة مخصصة للعب الأطفال.
وقالت زينب الكساب وهي موظفة حكومية حضرت الافتتاح في نادي الصيد إن افتتاح هذه الدار أعاد إليها ذكريات أول مرة اصطحبها والدها إلى السينما وكان ذلك في الثمانينيات من القرن العشرين. وأضافت أن الأمر له نفس المذاق.
وكان العراقيون يتمتعون في وقت من الأوقات بمشاهدة أفلام السينما الهندية والأميركية ويفضلون نجوما عالميين مثل أنتوني كوين وصوفيا لورين لكن سيطرة صدام المحكمة على الواردات ضيقت الاختيارات أمامهم في نهاية المطاف.
ويقول مثقفون عراقيون إنهم لن يقبلوا هذه القيود من الحكومة العراقية الجديدة المنتخبة ديموقراطيا، وأضافوا أنهم يحتجون على أي رقابة لأن هذا سيبني أسوارا حديدية تحد من الإبداع.
وسيبدأ فاضل قريبا العمل لافتتاح داري سينما جديدتين في النادي الاجتماعي الكبير الآخر في بغداد وهو نادي العلوية بوسط العاصمة، ويأمل أن يبني دورا أخرى في مراكز تجارية. ويأمل فاضل أن يصبح موزعا حصريا لأحدث أفلام كبريات شركات الإنتاج مثل وورنر براذرس وفوكس القرن العشرين وغيرها.
ويعتزم فاضل عرض أفلام مثل الجزء الثالث من سلسلة أفلام قصة لعبة لجذب العائلات والأطفال العراقيين وهم شريحة لم يهتم بها كثيرون منذ عقود.
وقال رئيس هيئة السينما والمسرح الحكومية في العراق شفيق المهدي إن من غير المنطقي ألا يكون في العراق سينما للأطفال منذ عام 1991. وأضاف أن افتتاح دور سينما بالنسبة له يشبه افتتاح جامعة أو كلية. وقال إن هناك 2.5 مليون طفل في بغداد وحدها.
وصرح المهدي بأن الحكومة العراقية تعتزم تشييد ثلاث دور سينما داخل المسرح الوطني العراقي وستكون إحداها عبارة عن صالة تضم 40 مقعدا للأطفال ومزودة بجهاز عرض ثلاثي الأبعاد.
وفتح المتحف الوطني العراقي أبوابه من جديد عام 2009. وبدأت مجموعة من الفنانين الكوميديين الذين يقدمون عروضا على المسرح في تقديم عروضهم في أكتوبر من ذلك العام في المسرح الوطني.