دانت مؤسسات حقوقية مصرية أول من أمس قيام مجموعة من محامي الحسبة ممن ينتمون إلى التيار السلفي، بالتقدم ببلاغ للمحامي العام المستشار عبدالمجيد محمود ضد الكاتب كرم صابر مؤلف المجموعة القصصية أين الله الصادرة في نوفمبر 2010, بزعم أن المجموعة تحتوي على عبارات تمس المعتقدات الدينية.
وأعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن قلقها البالغ من عودة قضايا الحسبة الدينية والسياسية بعد ثورة 25 يناير التي كان من أهم أهدافها تحقيق الحرية للشعب, وهو ما لا يتصور معه أن يتم فرض أي قيود على الفن والإبداع, وألا يسمح لأحد بأن يلعب دور الوصي على المواطنين وأن يقوم نيابة عنهم بتقديم الفن للقضاء لا سيما أن قضايا الحسبة الدينية والسياسية كانت سيفا مسلطا على رقبة الإبداع وحرية التعبير في عهد النظام السابق والذي سقط بإرادة الشعب المصري في ثورة يناير المجيدة بحسب الشبكة.
ونقل الكاتب كرم صابر لمحامي الشبكة أنه وصلته أنباء تفيد بأن مجموعته القصصية قد تمت إحالتها للعرض على لجنة كبار العلماء بالأزهر الشريف لتقييم النص وتحديد ما إذا كان يحتوي على عبارات من شأنها المس بالمعتقدات أم لا.
وبحسب البلاغ، تضم المجموعة 11 قصة، وتحوي تطاولا على الذات الإلهية.
ورفضت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إحالة المجموعة القصصية للعرض على رجال دين، وقالت: هذا أمر مرفوض تماما ويعد اعتداء على حرية الإبداع وحرية التعبير لأنه يجب ألا تخضع الأعمال الفنية لأي رقابة قد تؤثر بشكل سلبي على الإبداع في مصر كما أنه يجب ألا يتم تقييم الأعمال الفنية والإبداعية بأي معايير سوى المعايير النقدية والإبداعية, والفيصل الوحيد في هذا الشأن الجمهور الذي عليه مقاطعة شراء ما يراه غير مناسب من أعمال أدبية, دون أن تكون هناك وصاية مسبقة على حقه في رؤيتها والحكم عليها.
وفي الوقت الذي تذّكر فيه الشبكة العربية بتراخي النظام السابق في التصدي لقضايا الحسبة مما أدى إلى تزايدها بشكل كبير فهي تطالب السلطات المخولة بإدارة شؤون البلاد الآن أن تعبر عن إرادة الثورة وأن تجري بعض التعديلات التشريعية اللازمة لمواجهة مثل هذا النوع من القضايا لما تشكله من خطر على حرية التعبير والإبداع في مصر.
وكانت المحاكم المصرية شهدت قضايا حسبة كثيرة أشهرها، التفريق بين الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد وزوجته، كما عانت الروائية نوال السعداوي من نفس الاتهامات.