امتزجت نبرات الشاعرين محمد الحرز وعبدالله السفر بأنغام عازف الجيتار محمد الصفار, فتلقفت الآذان الحاضرة لوحات فنية صبغت أمسية الوعد الشعرية التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أول من أمس.
الأمسية التي أدارها زكي الصدير سبقتها مسرحية أطفئوا الشموع وقدمها مجموعة من الأطفال على أنغام حدث في العامرية للعازف العراقي نصير شمة, والمسرحية من تأليف مرتجى الحميدي، وتمثيل علي ياسر، علي أحمد، علي السبع، منير الصواف، منيب الحميدي، علي العيد وعمار الأربش، وإخراج محمد السبع.
الشاعر عبدالله السفر بدأ الأمسية بتحية لربيع التحولات العربية التي تضمنت سبعة مقاطع، بالإضافة إلى قصيدة كلمة التي قال منها:
أحتار في رسم الكلمة التي أوليت عليها، وفي ترتيب حروفها شعرا بخجل شديد، انبثق له عرق غزير.
و قدم السفر قراءة عن محمد الحرز قال فيها: إنها تجربة الذات في تاريخها الطويل، حيث كتب تجربته بالطريقة ذاتها، التراسل الحميم بين الذات والذاكرة والمخيلة وجسد القصيدة بما يفضي إلى حالة أشبه ما تكون بكشف صوفي تؤثثه حدوسات وإشراقات هي ما يبقى من أثر بعد انصراف الكلمات.
فيما قدم الحرز قصائد: اسمع النداء، حياتك، الالتفات، بالإضافة إلى قصيدة لابد من هاوية التي قال فيها: لا بد من هاوية تغيرنا، ولن يغادرنا الماضي على الأرجح، ولكن اتركوه يقف على قدميه، أمام العاصفة، واحنوا على شجره الذي يتساقط في الخريف، وغيرها.
كماقدم الحرز أيضا شهادة عن السفر جاء فيها: أن القناديل لا تسقط من يديه، ولايخفت زيتها ينثر العتمة كلما تجمعت في نقطة على جدار القصائد والأمكنة الباردة، ويمسك طرف القصيدة ليعطيك الطرف الآخر منها، ويعبر بلغته حقلا من الألغام ولا تنفجر، ويكتب كي يقول وليس ليقول كي يكتب، قصيدته ترصد وتراقب وحينما تريد أن تقول تكتفي بما ينعكس في المرايا من شبهة القول، ويدخل إلى قصيدته كإنسان وليس كذاكرة فقط.