حملت الجلسة الثانية لمنتدى الشراكة المجتمعية في صناعة البحث العلمي بجامعة الإمام أمس هموم الباحثين وأبحاثهم وعدم دعمهم، حيث ذكرت إحدى الحاضرات أنها تتلقى عروضا من جامعات أجنبية بينما أهملت في بلادها ولم تتلق الدعم.
وقال رئيس مركز أسبا للدراسات والبحوث والإعلام الدكتور فهد العرابي الحارثي إنه بالرغم من كل ما قدم ويقدم لدعم الأبحاث إلا أنها ما زالت تحتاج للكثير ولم تصل للمستوى المطلوب مقارنة بالدول الأخرى، وذكر في ورقته أن تقرير منظمة اليونيسكو الصادر عام 2010 يؤكد على أن مستوى الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي ضعيف للغاية حتى في دول كبرى مثل مصر، حيث لا يتجاوز الإنفاق فيها على البحث العلمي 0,23% من الموازنة العامة، والسعودية 0,05%، والإمارات 0,6%، والأردن 0,34%، والمغرب 0,64%، وسورية 0,12%، والكويت 0,09%، وأضاف أن المقلق هو أن نسبة ما تنفقه البلدان العربية الغنية من دخلها الوطني على البحث العلمي يقل بكثير عما تنفقه البلدان العربية الفقيرة أو متوسطة الدخل، ودعا إلى ربط البحث العلمي بأعلى سلطة في الدولة.
وأرجعت الدكتورة فاتن خورشيد من جامعة الملك عبدالعزيز ضعف دعم البحث العلمي إلى الفساد الإداري الذي تسبب في تعطيل دعم بحثها حتى لقيت الدعم من مجموعة الزامل التي تبنت الكرسي العلمي، وذلك خلال عرضها لورقتها التي تحدثت فيها عن معوقات البحث العلمي في المملكة من خلال تجربتها الواقعية، إلى جانب النسبة بين مؤسسات التعليم العالي وعدد السكان غير متكافئة، والمجتمع الاستهلاكي ومحدودية التخصصات والحصار العلمي والمعلوماتي.
وأوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية الدكتور أنور عشقي أن مراكز الدراسات الإستراتيجية ربحية واستثمارية لكن من الأفضل ألا تكون مدعومة من أي جهة حكومية حتى لا تتحكم فيها، وأوصى في ورقته بمزيد من الاهتمام والدعم المعنوي والمادي وتوجيه البنوك ورجال الأعمال لدعم هذه المراكز.
وأكد رئيس مركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي في الأردن الدكتور سامي الخازندار على أهمية علم المستقبليات، وقال إنه أساس كل العلوم ويعتمد على منظومة من التقنيات، وأشار في ورقته إلى أن تأثير المراكز الإستراتيجية بدأ لكنه محدود وما زال يعاني من الإشكالية الموضوعية والاستقلالية والتمويل المادي.
وحازت ورقة الباحث الدكتور عصام بن أمان الله بخاري من الملحقية الثقافية السعودية في اليابان على إعجاب المشاركين والحضور، وتحدث فيها عن التجربة الصينية في بناء المنظومة الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي للفترة من 1950 إلى 2050، وأوصى بالتأكيد على الأهمية الإستراتيجية لبرامج الابتعاث الخارجي والذي بادرت به الصين في خطتها لتطوير مواردها البشرية.
وذكر الدكتور عبدالرحمن بن أحمد فراج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في دراسة عن مؤسسات البحث العلمي في المملكة العربية السعودية.. دراسة تحليلية أن عدد مؤسسات البحث العلمي في المملكة يبلغ 267 مؤسسة، تغطي معظم تخصصات المعرفة البشرية، وتقع أكثر تلك المؤسسات في العلوم التطبيقية (حوالي 31,4%) ، ثم العلوم الطبية (حوالي 22,8%)، ثم كل من العلوم الإنسانية والاجتماعية (14,9% و13,8% على التوالي).