الرياض: عبدالعزيز العطر

الجحلان: التصرف بعيد عن الرياضة.. الشهراني: ما تم تدخل وانتهاك خصوصية

وصف حقوقيون وقضائيون وإعلاميون ما قامت بنشره قناة لاين سبورت مساء أول من أمس عبر برنامجها الجولة وبثها فقرة تضمنت لقاء مع شاب في حالة غير طبيعية سكر حاول دخول إستاد الملك فهد الدولي لمتابعة ديربي النصر والهلال، بالعمل الخاطئ وغير الأخلاقي، خصوصاً بعد إنزال الشاب من دورية قوة المهمات والواجبات الخاصة لإجراء اللقاء معه.
وأكد أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبد الله الجحلان إن محاورة قناة لاين سبورت لشخص مخمور أمر خاطئ وليس ذا فائدة. وقال في حديثه إلى الوطن أمس، المسألة تتعلق بعدة أمور، أولها أنه ليس هناك فائدة من إجراء حوار تلفزيوني مع شخص مخمور لكونه قد لا يضيف للمشاهد شيئا وأن مثل ذلك اللقاء قد يكون له ردود سلبية للمشاهدين، إضافة إلى تعدد مضامين تفسيرات المشاهدين لأصناف مرتادي الملاعب وغيرها. وثانياً هذا التصرف لا يمت للرياضة بصلة خصوصاً أن القناة رياضية بصرف النظر عن كون الحدث في محفل رياضي بمعنى أنه ليس رياضيا.
وأضاف كان من الأحرى إيراد خبر القبض على المخمور وهذا عمل إعلامي صحيح قابل للنشر، فهو عمل يبرز الجهود الأمنية وأن الشخص المقبوض عليه خالف الأنظمة والتشريعات؛ لكن الغريب كيف سمح رجال الأمن بإجراء لقاء مع الشاب؟.
وقال من وجهة نظري الشخصية والمهنية لا أرى أن هناك فائدة من إجراء هذا اللقاء نهائياً، فأضراره قد تكون أكثر من نفعه، وكنت أتمنى لو تروّت القناة في النشر وأوردت خبر القبض على المخمور فقط دون محاورته. وتابع نحن نحسن الظن بالقائمين على تلك القناة، ولا نريد وصف تصرفهم بأنه عمل إعلامي غير شريف، فهم اجتهدوا لكنهم أخطؤوا في ذلك الاجتهاد، وانتقاد ضيفهم في نفس البرنامج للحوار دليل قبولهم للانتقادات من مادتهم الإعلامية.
وفيما يتعلق بإمكانية مخاطبة الهيئة للقناة لسوء تصرفها من عدمه، أوضح الجحلان أن هيئته لا تتدخل في تلك الواقعة، لكون من أعطى الترخيص لتلك القناة هو وزارة الثقافة والإعلام، والمفترض أنه إذا كانت هناك شكوى بممارسات معينة للوسائل الإعلامية، فلجان الوزارة هي من ينظر في تلك التصرفات، إضافة إلى أن هناك الجانب الأمني الذي يتمثل في السؤال عن المتسببين في السماح بإجراء ذلك الحوار. وقال القناة من باب السبق الصحفي حاولت واجتهدت لإجراء تلك المقابلة، لكنه لم يكن عملاً صحيحاً.
إلى ذلك، أكد المحامي والمستشار القضائي خالد بن سعيد الشهراني أن تدخل القناة في إجراء حوار تلفزيوني مع شخص مدان وسط سير مجريات التحقيقات يعتبر غير مبرر، فيه انتهاك لخصوصية الشخص المقبوض عليه.
وأوضح في حديثه إلى الوطن ، أنه في حال لم يدن المخمور فله الحق بمقاضاة القناة لـالتشهير والمطالبة بالتعويض لكونه ضحية لوسيلة إعلامية، ففي الجرائم الأخرى لا يمكن إظهار الجناة في الإعلام، أما في حال أدين الشخص، فلا يترتب على القناة شيء لاعتبارها وسيلة ناقلة ولكون إعلامنا منفتح وليس ذا قيود.
وقال الشهراني دخول القناة على خط سير مجريات التحقيق وإجراء حوار مع الشخص المدان يضعها في دائرة الاتهام والتحقيق، فقد عرضت نفسها للمساءلة من قبل الشخص لانتهاك خصوصيته والتشهير به بالرغم من تغطية وجهه.
وفي ذات السياق، أكد مصدر مطلع بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في حديثه إلى الوطن، أن هناك قواعد لا يجب الحياد عنها في مثل هذا الحالات من الجرائم المرتكبة يجب أن يلتزم الإعلاميون بها كحفظ حقوق المتهم وأسرته وعدم التشهير به علانية وهو في حالة غير طبيعية.
وأضاف المصدر أنه من الواجب الالتزام بالقواعد المرعية لعدم الإساءات للمدان وأفراد أسرته، إضافة إلى تأثيرها على إجراءات التحقيق والاستدلال الأولية، وتابع القناة حادت عن أخلاق المهنة واستغلت إنسانا مخمورا.
وقال المصدر: في حالة تقدم المدان بشكوى للجمعية فهي بدورها ستتابع القضية، و في الوقت الراهن تنظر للحالة من جانبين، أولهما حرية الرأي، والآخر حقوق الإنسان.
من جانبه سعى محرر الوطن للوقوف على رأي المشرف على القناة، الزميل وليد الفراج من خلال الاتصال به أكثر من مرة، إلا أنه لم يجب، فيما كان هاتف مدير عام قنوات لاين سبورت تركي الخليوي مغلقاً طوال يوم أمس. أما الجانب الآخر في الموضوع وهو شرطة منطقة الرياض، ففضلت التريث في الرد لحين استكمال إجراءاتها.