لم أكن في يوم ما، محبا للإكثار من توجيه النصح للآخرين ليس لشيء إلا لأنني أحاول تمثل مقولة 'رحم الله امرأ عرف قدر نفسه'.
لم أكن في يوم ما، محبا للإكثار من توجيه النصح للآخرين ليس لشيء إلا لأنني أحاول تمثل مقولة رحم الله امرأ عرف قدر نفسه. ولكنني هنا سأسمح لنفسي بتوجيه بعض النصائح الأخوية لمن سيحضر فعالية ثقافية مقبلة، وخصوصا القريبة منها كمهرجان الجنادرية ومعرض الرياض الدولي للكتاب. ومن هذه النصائح:
أولا: عدم الاقتراب قدر المستطاع ممن يكثر التحديق في الوجوه العابرة فربما أنه يحتاج إلى خبطة من قلب الحدث يكتبها ـ مع الصورة إن استطاع ـ في أي مكان حتى وإن على حائط بيته إن لم يستطع كتابتها في وسيلة أخرى، فقد تكون أنت أيها المار بسلام مادة دسمة له، لأنك تبتسم وأنت تتحدث في هاتفك المحمول في لحظة مرور إحداهن جوارك.
ثانيا: تجنب الحديث العميق مع أي عضو في أي جمعية عمومية أو مجلس إدارة لناد أدبي، خصوصا تلك الأندية التي تشهد خناقات يومية عبر مختلف وسائل الإعلام، فقد تتورط عند قول رأيك، وتتهم بأنك عميل مدسوس تنفذ أجندة مشبوهة تخدم الخصوم المنافسين على الكراسي.
ثالثا: يفضل أن تستخدم البشت أو على الأقل الكوت عند دخولك أي جناح لدار نشر عربية في معرض الكتاب خصوصا تلك التي (تدور حولها الأقاويل)، حيث إن هذا سيوفر لك الحماية اللازمة ويبعد العيون عنك، والأهم أنك قد تستخدمه بكل حرية لتغطية عنوان الكتاب الذي تنوي شراءه عن أي فضولي لا يعرف ماذا يريد، ولكنه يعتمد على ما يشتريه الآخرون مع الخيل ياشقرا، مع أن المشكلة ليست هنا فهو حر يشتري ولو بمليون ريال، ولكن لا تأمن أن يكون سببا في سحب الكتاب من يدك قبل أن تدفع ثمنه.
رابعا: احذر أن تتذمر من التنظيم أو الخدمة المقدمة، فقد يزداد الأمر سوءا وتصبح في القائمة السوداء، بل احرص ـ رعاك الله ـ على أن تستقبل أي مسوؤل من المنظمين للفعالية بابتسامات عريضة، وبادره بالشكر والعرفان على هذا (الإبداع المذهل) في الفعاليات والتنظيم (غير المسبوق)!
خامسا: احذر من شاي وقهوة البهو وعندما تمر به فأسرع الخطى للخارج، وحذار أن تخرج بعد الساعة الحادية عشرة ليلا، ففي نوم الليل فوائد كثيرة، لا يدركها إلا من اكتوى بنار السهر.
هذا ما خطر على البال من نصائح، ولا أقول سوى ( حفظك الله أيها المشارك في أي فعالية ثقافية مقبلة وجعلك تعود لأهلك وديارك وعملك سالما غانما.. والسلام).