بريدة: محمد الركيان

لم تشفع الملايين التي صرفها الرائد في تحقيق طموحات جماهيره عطفاً على الأموال الهائلة التي دفعت (45 مليون ريال) منذ تولي فهد المطوع رئاسة النادي، رغم تأكيدات الأخير أن الفريق سيحقق في موسمه الأول مراكز متقدمة بدوري زين، إلا أنه هبط لدوري الأولى الموسم الماضي قبل أن يبقى فيه بعد قرار زيادة فرق دوري المحترفين إلى 14 فريقاً، كما لم يستثمر النادي هذه الفرصة وتزايدت الوعود من قبل المطوع لجماهير النادي بالتأهل لمسابقة دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، لكن لم يحدث شيء من ذلك بل أن الفريق تراجع من المراكز الأربعة الأولى في الدوري إلى العاشر، ومع كل هذا مازالت الجماهير الرائدية تتمنى أن يحقق فريقها نتائج إيجابية فيما تبقى من منافسات الموسم الجاري.

بداية جيدة
استطاع الفريق أن يحقق ثلاث انتصارات متتالية مع مطلع الموسم الجاري أمام الشباب ونجران والوحدة، إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً، وبدأت نتائجه تتراجع نسبياً وظهر بمستوى متذبذب من جولة إلى أخرى، ويبدو أن النقاط التسع التي حققها مع بداية الدوري كانت كطوق نجاة وإلا لكان وضعه صعباً الآن ومخيفاً مع فرق المؤخرة المهددة بالهبوط.

فشل الأجانب
تواصل هذا العام فشل إدارة الرائد في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب باستثناء نجاح المغربي صلاح الدين عقال، بينما لم يقدم مواطنه المهاجم جواد أقدار المستوى المأمول منه إلى جانب البرازيلي تشارلز داسيلفا الذي لم يضف أي شيء للفريق، بالإضافة للاعب العماني خليفة عايل والذي لم يفيد الفريق في المباريات الماضية المهمة، كونه لم يشارك سوى في المباراتين الماضيتين أمام الاتفاق والقادسية بسبب الإصابة.

علة في الهجوم
تم استقطاب خمسة مهاجمين أجانب خلال الموسمين الماضي والجاري، وهم أبوتا وسيرجيو وبرونو وماريو وإسماعيل أدوا، إلا أنهم لم يثبتوا أنفسهم بصورة جيدة بعد أن فشلوا في تقديم ما هو مأمول منهم؛ لاسيما وأنهم كلفوا خزانة النادي ملايين الريالات، وظل الجانب الهجومي عقيماً حتى أن لاعبي وسط الفريق هم من يسجلوا الأهداف وسط صوم المهاجمين عن التهديف، وعلى الرغم من بداية المهاجم موسى الشمري المقبولة هذا العام وتسجيله لـ7 أهداف، إلا أنه لم يستمر على ذلك بعد الضغط الهائل الذي وقع عليه من قبل الجماهير، التي كانت دائماً تطالبه بالتسجيل رغم وجوده وحيداً في المقدمة.

جهاز إداري ثابت
في الوقت الذي تعاقب على الفريق أربعة مدربين خلال الموسمين الماضيين، ظل الجهاز الإداري ثابتاً دون تغيير بقيادة لاعب الفريق السابق فارس العمري؛ رغم وجود مطالبات شرفية وجماهيرية بضرورة التغيير ومنح الآخرين الفرصة للعمل بطريقة احترافية، ولكن رئيس النادي يرى أنهم على قدر من الكفاءة ولا داعي للتغيير، وأن العمري يمتاز بحفظ أسرار الفريق على حد تعبير المطوع، وقد يكون هذا سر بقائه كل هذه المدة.
فرق أقل من الرائد تفوقت عليه
رغم أن الرائد أمضى ثلاث سنوات بدوري زين، إلا أن هناك عدداً من الفرق صعدت بعده للدوري وصرفت ربع ما صرفه كالفيصلي والفتح والتعاون وفي نهاية الأمر تقدمت عليه في سلم الترتيب، وتفوقوا عليه رغم تخلفهم عنه بفارق كبير من النقاط، لكن الفتح والتعاون تحديداً استطاعا في الجولات الأربع الأخيرة اللحاق بالرائد، حيث هبط للمركز العاشر والذي اعتبره المطوع مركزاً غير دافئ ومتأخر للغاية.
ويعزو الكثير تفوق هذه الفرق على الرائد بفضل التعاقدات السليمة والعمل الجماعي المبني على إستراتيجية واضحة ودقيقة انتهجتها إدارات تلك الأندية، وهو ما أتضح خلال مسيرتها بالدوري بعكس الرائد الذي ظل رئيسه فهد المطوع، وهو المعني بجميع التعاقدات والأمور الإدارية الأخرى، مغيباً بذلك أطرافاً عدة كاللجنة الفنية التي تم تشكيلها مع بداية الموسم الحالي، إلى جانب تهميش دور رجالات النادي المؤثرين رغم دعمهم المالي.

وعود وتخوف
جددت إدارة النادي عقد مدرب الفريق البرتغالي بوريكو جوميز رسمياً لموسم آخر بحوالي 1,8 مليون ريال، ويرى محبو النادي أن قرار التجديد معه فيه نوع من الاستعجال؛ على اعتبار أن الدوري لم ينته بعد والحكم عليه صعب.
وقامت بتجديد عقد حارس الفريق محمد الخوجلي وعبده حكمي وأحمد الخير وبندر القرني وعبيد الشمراني رغم تعرض الأخير للإصابة بقطع في الرباط الصلبي، وتم التوقيع معه بنفس العرض الذي قدم له قبل الإصابة بحسب ما ذكر رئيس النادي، كما وعدت بجلب مهاجم أجنبي ولاعبين آخرين سيتم إعلان التعاقد معهم نهاية الموسم الجاري، ولم يكتف المطوع عند هذه الوعود بل راهن على أن فريقه سيحقق بطولة في الموسم المقبل أو الذي يليه، وتخشى جماهير الرائد أن تتحول هذه الوعود إلى أحلام بعيدة عن الواقع حالها كحال الوعود السابقة بعدما تتكرر نفس الأخطاء في التعاقدات مع اللاعبين المحليين والأجانب؛ كما حدث في الموسمين الماضيين بعدما تعاقدت مع مجموعة من اللاعبين تم الاستغناء عن معظمهم لعدم كفاءتهم الفنية.