من يتحدثون عن تحديد بطل لدوري الموسم الحالي بعد انقضاء القسم الأول فقط، يخطئون كثيراً ويسبقون الوقت، ويلزمون أنفسهم بآراء وتوقعات غير مبنية على رؤية واضحة. ولهؤلاء أؤكد أن الفريق الوحيد الذي يمكن أن يتفق الجميع على عدم إمكانية فوزه باللقب، هو الأنصار الذي ظلّ رصيده خالياً من النقاط بعد الجولة الرابعة عشرة، وهذه هي الحقيقة الوحيدة التي لا اختلاف حولها. والذين يستبعدون النصر من الفوز بالبطولة، بنو آراءهم على موقع الفريق في سلم الترتيب الحالي، ولم يتنبهوا إلى أن النصر باستطاعته أن يقفز إلى المركز الأول، وهنا حديث الأرقام الممكن واللا ممكن. وفي حالة النصر يبدو الممكن هو الأقرب.
أحد الزملاء استمعت إليه في برنامج رياضي بإحدى القنوات الرياضية، وكان يجيب على سؤال لمقدم البرنامج عمن يرشح للفوز ببطولة الدوري.. تخيلوا ماذا قال أرشح الهلال والشباب والاتفاق،
وتلاحظون هنا أنه تجاهل الأهلي عمداً وهو يعلم أن الأهلي صاحب المركز الثالث، ولا يفصله عن الأول غير نقطتين فقط، بينما يأتي الاتفاق في المرتبة الرابعة بفارق أربع نقاط عن الأول، وتلك الواقعة تكشف حال الإعلام الرياضي ونقاده. وبإمكان الإعلام الرياضي أن يلعب دوراً مهماً ومؤثراً إذا تعامل بموضوعية، وتحدث نقاده وكتابه بطريقة إقناع، بعيداً عن أسلوب المراوغة وعمى الألوان الذي أصاب الكثيرين ممن لا يستحي بعضهم من كتابة أمنياته والتحدث عنها في مقالاته وحواراته التلفزيونية.
لكن يبقى هناك وجه مضيء للإعلام الرياضي، يقدم الرأي والفكرة والتحليل، ويتناول النقد بأسلوب ليس فيه تجن، أو خروج عن اللغة الراقية، غير أنه قليل مع الأسف، ولا أدري من هو المسؤول عن ذلك. ولعل تناول الإعلام الرياضي في الفترة الأخيرة وتسليطه الضوء على أحداث مباراة الشعلة والهلال، وصل تأثيره إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وربما وزارة المالية، فرأينا بياناً توضيحياً من الرئاسة يكشف الحقائق التي جاءت متأخرة جداً، ورأينا كيف تحركت وزارة المالية لتفرج عن حقوق النقل التلفزيوني.
إذاً هذا هو الإعلام الرياضي الذي نريده، إعلام يرفض ما قاله الدكتور حافظ المدلج ويقف في صف أندية ليس لديها رعاة.. إعلام لا يفرق بين ناد ترأس مجلس إدارته شخصية اجتماعية معروفة وناد حديث عهد بالدوري الممتاز.. إعلام يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت دون الدخول في أمور شخصية .. إعلام يبرز الوجه الحقيقي والجميل للإعلام الرياضي.
• • من الآخر
ـ منح النصر والأهلي الثقة في الحكم السعودي، فلم يتحدث أي من الناديين عن الرغبة في الاستعانة بحكم أجنبي، وتلك رسالة تحمل الكثير من المعاني إلى لجنة الحكام وحكم المباراة الشاب فهد المرداسي.
ـ الفوز التاريخي الذي حققه التعاون على الاتحاد، يكشف حقيقة وضع العميد في هذا الموسم، ويعطي مؤشراً واضحاً لأحوال الاتحاد، الذي يمثل غيابه وعدم حضوره بالصورة التي عرفت عنه، تأثيراً كبيراً على مستوى الدوري.
ـ اختارت صحيفة إس الإسبانية هدف مهاجم الأهلي عماد الحوسني في مرمى الأنصار كأحد أجمل الأهداف على مستوى العالم، واختارت صحيفة إن آر سي الهولندية، هدف لاعب الاتفاق محمد السفري في فريق الأهلي الأولمبي كأجمل هدف سجل في مباريات كرة القدم العالمية مع نهاية العام الميلادي السابق 2011 وبداية الحالي.. واللافت أن السفري انتقل من الأهلي إلى الاتفاق على سبيل الإعارة لموسم واحد.
ـ من غير المعقول أن تكون المدينة المنورة التي عرفت بتصدير كبار نجوم الكرة السعودية إلى الأندية الكبيرة، عاجزة عن دعم فريق الأنصار، الذي يقدم نفسه على أنه فقير مالياً وفنياً، فأين رجال الأعمال في طيبة الطيبة من الوقوف مع ممثلهم الوحيد في دوري الكبار؟ وهل يرضيهم ما وصل إليه حاله؟