أبها : تغريد العلكمي

يرى استشاري أسري أن المرأة أكثر قدرة على اصطناع الابتسامة من الرجل، وأن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي 400 مرة في اليوم.
والابتسامة عامل من عوامل تحريك التواصل بين الأفراد الذين تربطهم ببعضهم علاقات قريبة المدى كالزوجين وزملاء العمل والوالدين والإخوة وغيرهم .
يقول فهد الهاجري وهو متزوج إنه يعرف من خلال ابتسامة زوجته ما إذا كانت مرتاحة أو غاضبة، فكل ابتسامة لها طابع خاص لديه، ولها معنى يفهمه المتلقي بحسب الرسالة التي ترسلها هذه الابتسامة ، لافتا إلى أن ذلك لا يقتصر على الزوجين فقط، بل حتى مديره في العمل يستطيع من خلال ابتسامته فهم ما يرمي وراء حديثه.
وتعتقد رؤى الشهراني أن الابتسامة ذات معنى واحد فقط، وهو الصدق والشفافية والوضوح، ويرسل صاحبها من خلالها رسالة للطرف الآخر مفادها أنني أرتاح إليك، أوأرضى عما تفعله ومعجب به، مبينة أن ما عدا ذلك مما يسمى ابتسامة صفراء وزائفة وغيرها، فهي لا تعتبر ابتسامة بمعناها الحقيقي، فهي مجرد حركات لعضلات الوجه لها مقاصد سيئة .
ومن جانبه أكد رئيس المجلس الاستشاري الأسري بدبي الدكتورخليفة المحرزي أن دراسة بريطانية أثبتت مؤخرا أن ابتسامة الزوجة لزوجها هي مفتاح جذب الرجل الذي يعشق الوجه المشرق والنظرة المباشرة والابتسامة العريضة ، مؤكدا أن الابتسامة سلاح المرأة، ووسيلة من وسائلها غير اللفظية للاتصال بزوجها، وإحدى لغات جسدها التي عرفت منذ القدم بمدى قوتها وفاعليتها، فقد أكد علماء النفس أن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الأزواج تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز لا عن طريق الكلام، لذا تعتبرالابتسامة ذات تأثير أقوى بعشر مرات من تأثير الكلمات.
وقال الدكتور المحرزي إن أنواع الابتسامات المعروفة والتي يستطيع الرجل أن يميزها ثلاثة، بيضاء وصفراء ورمادية، وأكد الباحثون على وجود 18 نوعا من الابتسامات ولكن نوعا واحدا فقط حقيقي ودافئ وهو الابتسامة الصادقة، التي تعبر عن معانٍ كثيرة منها الفرح والسرور والانشراح والاستقرار الداخلي، والثقة بالنفس، والشخصية السوية المتوازنة والمحبة والود والقبول والموافقة والتواضع، وقد تعبر أيضاً عن الخجل والحرج والحياء .
وبين أن الكائنات البشرية تنفرد عن غيرها من الكائنات بالابتسامة الصادرة من القلب، ولكن الابتسامة التي قد تبدو سلوكا إنسانيا بسيطا تعتبر سلوكا معقدا يحتوي على أنواع ومعانٍ كثيرة، لافتا إلى أن المرأة لديها مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة الجسم عندما تتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق، كما أنها تتميز بالقدرة على اصطناع الابتسامات أكثر من الرجل بحوالي 7 أضعاف.
وأضاف الدكتور المحرزي أن دراسة حديثة توصلت إلى أن شعور المرء بالسعادة يجنبه الإصابة بنوبات القلب وأمراضه وبالسكتة الدماغية والإصابة بداء السكري، بل وبالبدانة أيضاً وأمراض العقل باختلاف أنواعها، وأنها تطيل عمر الإنسان بمقدار 12 سنة.
وأوضح أن السبب وراء ذلك بسيط للغاية، فالسعداء من الناس يفرزون كميات قليلة من هرمونين رئيسين للتوتر المضر بالصحة واللذين يسرعان بشيخوخة كل عضو في جسم الإنسان، وهناك طائفة كبيرة من المشاعر والأحاسيس تعبر عنها الابتسامة، فالإنسان يبتسم عندما يكون مبتهجاً أو يائساً أو حرجاً أو خجلاً أو لتغطية عدم الراحة أو لإرضاء شخص أقوى منه اجتماعيا، ولذلك فإن للابتسامة مُسميات حسب نوع المشاعر التي تعبرعنها من ابتسامة الابتهاج العريضة إلى الابتسامة الخجلى، إلى الابتسامة الغامضة، ومن الابتسامة الاجتماعية المهذبة إلى الابتسامة الزائفة.
وأضاف أن الابتسامة البيضاء الصادقة تعد الأداة الصحيحة للتعبير عن الابتهاج العفوي والسرور وصدق المشاعر، وفيها ترفع عضلة وجنات الوجه الرئيسة زاويتي الفم، بينما يرتفع الخد بفعل عضلة أخرى، ويجذب البشرة حول محجر العين إلى الداخل، وبقدرما تكون العاطفة أقوى يتحدد أكثر فعل هذه العضلة.
وأوضح الدكتور المحرزي أن أحد الأبحاث الأمريكية ذكرأن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي 400 مرة في اليوم ابتسامات نابعة من القلب لا تتجاوزالخمس ثوانٍ ، مقارنة بالكبارالذين يبتسمون 14 مرة فقط في اليوم هذه الابتسامة قصيرة جدا ولا تلبث ظاهرة أكثر من أربع ثوانٍ، وقد تدوم نحو ثلثي الثانية، لكنك تستشعر أنها نابعة من قلبه دون مواربة.