الحديث عن المرأة في الشريعة الإسلامية حديث ممتع وشيق، ومصدر فخر لكل من ينتمي لهذه الشريعة ودرس موقفها من المرأة، فالمتأمل في الخطاب الديني في عصره صلى الله عليه وسلم وعصر أصحابه يجزم أن الإسلام أعطى المرأة حقها الذي يمنحها السعادة.
أقول ذلك وأنا أتوقف عند قوله تعالى: (ولا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً)، فأجده أشار بإصبع الاتهام للرجل ووصفه بمرض القلب، مع أن التفكير في امرأة خضعت بصوتها يشعرك بالاشمئزاز حتى إنك تبحث عن عذر لمن تأثر بهذا الخضوع، وذهب به تفكيره نحو التخطيط للخطيئة مع هذه المرأة.
ومثل ذلك أيضا تلمسه في حديث الخثعمية الوارد في الصحيحين, حيث تفد المرأة على الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج والفضل بن عباس معه، ولأنها امرأة حسناء فلقد أخذ الفضل يطيل النظر إليها والرسول صلى الله عليه وسلم يدفعه ويجبره على الالتفات بوجهه بعيداً عنها، ولم يصدرمنه لوم لهذه الفتاة الحسناء عكس من يلومون المرأة أولاً.
كما أنه صلى الله عليه وسلم استجاب لطلب زوجة ثابت بن قيس لمخالعته وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأشجع الصحابة، والرجل ذو المال والنسب، والسبب الوحيد لذلك هو مظهره الخارجي.
أيضا نجد أن الشريعة أرادت من المرأة أن تعامل كعقل مثل الرجل تماماً، فحرمت عليها ابتذال جسدها وعرضه للرجال، ليصير وجودها ومكانتها مقرونين بجودة وشباب هذا الجسد، بينما هي سلوك وإنجاز وعقل، وأظن أن ملايين النساء في العالم يكتشفن ذلك متأخراً، فيتحسرن على عدم استماعهن لكل من دعاهن لتطوير ذواتهن وفرض احترام عقولهن وثقافتهن على الآخرين.
إن كل ماذكرته سابقاً هو شيء يسير مما تمنحه الشريعة الإسلامية للمرأة، لأنها شريعة تركت لنا كمسلمين تحديد الآليات بما يناسب زماننا وعُرفنا وطبيعة ومتطلبات العصر, لذا عندما تفشل آلياتنا وإجراءاتنا في إبراز هذه الشريعة ويقع الظلم على المرأة سأقول لك: إن هذه ليست الشريعة.
عندما نقول لكم: نحن نعرف عدالة شريعتنا ولانحتاج لخطبكم العصماء حولها، نحن نريد آلياتكم التي تضمن للمرأة تطبيقها فلا تحموا من يظلم المرأة لأنه لا يظلمها هي فقط بل يسيء إلى الشريعة الإسلامية.