سأبدأ مقال اليوم بالخطاب التالي الذي وصلني من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ـ تعليقا منه ـ يحفظه الله ـ على مقال لي تحدثت فيه عن الخدمات الطبية للقوات المسلحة.. حيث يقول سموه الكريم في ختام الخطاب: إن ما تطرقتم إليه من ملاحظات جديرة بالاهتمام، وتدل على حرصكم واهتمامكم بقواتنا المسلحة، التي تمثل الدرع الحصين لاستقرار ونماء هذه البلاد المباركة.. نشكركم على ذلك، ونتمنى لكم دوام التوفيق.. والسلام عليكم.. سلمان بن عبدالعزيز.. وزير الدفاع.
تجاوب الأمير غير مستغرب ـ بالذات معي شخصيا ـ وعلى الرغم من سعادتي المتكررة بذلك، إلا أنني أشعر بالحزن.. وزراء كثير جاؤوا لوزارات الدولة الأخرى، وغادروا كرسي الوزارة دون أن يشهد لهم أحد بتجاوبهم مع الصحافة السعودية.
غدا 2012، وما يزال كثير من المسؤولين يرفضون حتى التجاوب مع أسئلة الصحفيين ومقالات الكتاب.. ولا يقيم للصحافة السعودية أي وزن يذكر..
طيلة السنة الماضية 2011 كنا، وكأننا نخاطب وزارة التجارة الهندية ووزارة العمل اليمنية ووزارة الصحة الكويتية ووزارة المالية السورية ووزارة البترول العراقية ووزارة التربية البحرينية، ووزارة التخطيط اللبنانية.. كأننا لا نتحدث ونخاطب مؤسسات حكومية سعودية تم إنشاؤها لرعاية مصالح الوطن والمواطن، وكل العاملين فيها هم موظفون مثلنا، يتقاضون رواتبهم نهاية كل شهر.
الخلاصة: سلمان بن عبدالعزيز ـ أطال الله عمره ـ ليس رقما سهلا في مسيرة الحكم في السعودية.. هو أحد أركان الحكم.. وحينما يأتي هذا الرد منه ـ على الرغم من مشاغله الكبيرة ـ فهو يؤكد بالدليل المتكرر احترامه للصحافة السعودية.
يبقى سلمان بن عبدالعزيز رقما صعبا.. ولذلك لا تلوموني حينما أقول له: يا بَعَدهم كلهم!