العواصم: فكرية أحمد، الوكالات

كلينتون: دول الحلف تبحث وسائل لتقديم تمويلات للمعارضة الليبية

يدرس حلف شمال الأطلسي (الناتو) 5 سيناريوهات لإنهاء الأزمة الليبية، إثر فشله في تحقيق أهدافه بعد ما يقرب من مرور شهر على عملياته العسكرية، التي باتت محاصرة بانتقادات عربية وأفريقية وعالمية. وكشف تقرير هولندي أمس أن السيناريو الأول يتمثل في حدوث انقلاب داخلي على القذافي سواء من قواته أو أبنائه، وهو أقرب سيناريو للنجاح وفقا للغرب حيث سيتم إرسال رسائل نصية إلى عدد من أعوان القذافي لإقناعهم بالتخلي عنه على غرار ما فعله وزير خارجيته موسى كوسا. ويمكن استخدام كوسا للحصول على أرقام هواتف أعوان القذافي وإرسال رسائل هاتفية إليهم واستقطابهم.
والسيناريو الثاني هو العمل على اغتيال القذافي عبر ضربات جوية لمواقع تنقلاته تحدد بدقة، على أن تبدو هذه الضربات وكأنها مصادفة على موقع تواجده. وفي هذا سيتم تكثيف الضربات الصاروخية على باب العزيزية مقر اختباء القذافي، أو أن يتم مطاردته أرضا عبر معلومات استخباراتية. وهذا السيناريو محفوف بالمخاطر، نظرا لقدرة القذافي على التحرك السريع والاختباء، واتخاذه مدنيين كدروع بشرية الأمر الذي يمكن أن يوقع مزيدا من الضحايا المدنيين.
السيناريو الثالث القضاء على قوات القذافي بتكثيف واستمرار الضربات الجوية على مواقع الجيش ومخازن أسلحتهم، وهو سيناريو يتطلب وقتا حيث لم يقض الحلف حتى الآن إلا على ثلث قوة القذافي.
أما السيناريو الرابع فهو إمداد الثوار بأسلحة ثقلية حتى يتمكنوا من السيطرة على طرابلس، التي تعتبر نهاية للقذافي.
والسيناريو الأخير يتمثل في حل سياسي عبر استمرار الضغط الدولي على القذافي وقبول الوساطة التركية، على أن يسلم القذافي السلطة إلى نجله سيف الإسلام ليقود البلاد بصورة مؤقته تمهيدا لإجراء الإصلاحات الديموقراطية، وهو سيناريو يتطلب إقناع الثوار بقبول سيف الإسلام بصورة مؤقته ليقود البلاد.
وحول التطورات العملية السياسية والعسكرية على الساحة الليبية، يعتزم ممثلو الناتو والاتحاد الأوروبي الجلوس حول طاولة واحدة لبحث الأزمة الليبية، في سابقة هي الأولى من نوعها. واتفق وزارء خارجية دول الحلف في ثاني أيام اجتماعاتهم بالعاصمة الألمانية برلين أمس على عقد اجتماع قريب لذلك
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عقب الاجتماع إن دول الحلف تبحث وسائل لتقديم تمويلات للمعارضة المسلحة في ليبيا. وأضافت تحتاج المعارضة كثيرا من المساعدة على الصعيد التنظيمي وعلى الصعيد الإنساني وعلى الصعيد العسكري. ودار عدد من النقاشات حول أفضل الطرق لتقديم تلك المساعدة.
إلا أن روسيا انتقدت أمس البيان الأميركي الفرنسي البريطاني المشترك الذي يطالب القذافي بالرحيل إلى الأبد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب اجتماع مجلس الناتو وروسيا في برلين أمس، إن قرار الأمم المتحدة لا يتضمن رحيل القذافي، كما أن نقل أسلحة إلى ليبيا يعد خرقا للقرار. وهو ما أكده وزير الدفاع فرنسا جيرار لونجيه أمس بأن البيان يتجاوز تفويض الأمم المتحدة في ليبيا.
وعسكريا، قصف الناتو أمس مواقع في مدينة سرت (600 كلم) شرق طرابلس، كما قصف مدينة العزيزية (40 كلم) جنوب غرب طرابلس، لليوم على التوالي.
واستهدفت غارات للأطلسي أيضا دبابات للقذافي في منطقة الزنتان (غرب).
كما أعلنت باريس أمس أن الطائرات الفرنسية قامت بـ211 طلعة الأسبوع الماضي ودمرت 25 هدفا، منها 20 مدرعة وقطعا مدفعية، أي ما يوازي 15 إلى 18% من الغارات الجوية التي قامت بها بلدان التحالف مجتمعة.
وميدانيا، توجهت قافلة من الآليات التابعة للثوار أمس إلى منطقة غرب أجدابيا (شرق ليبيا) للتحقق من انسحاب قوات القذافي بعد تحليق طائرات الحلف فوق المنطقة. جاء ذلك بعد أن فتحت قوات القذافي النار على الثوار وقتلت أحدهم قرب بلدة أجدابيا أمس.
وفي مصراتة، قالت الباحثة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا إن صواريخ أطلقتها قوات القذافي قتلت 16 شخصا كانوا يقفون في طابور للخبز في مصراتة. وكانت المعارضة أعلنت أول من أمس تعرض المدينة لهجوم صاروخي أسفر عن مقتل 23 مدنيا، بينهم 5 مصريين. وحملت الخارجية المصرية أمس السلطات الليبية مسؤولية مقتل المصريين، وفقا لتصريح وزير الخارجية المصري نبيل العربي أمس.