ماهي إلا ساعات قصيرة وندخل العام الميلادي الجديد بعد أن مضت بنا الأيام الماضية قدماً نحو الاقتراب من 2012.
ونحن نودع عاماً ونستقبل جديداً, فإن ثمة ما يستحق أن نتوقف عنده في محيطنا الرياضي، لعمل قراءة مستفيضة لما قدمناه خلال تلك الأعمال والمنجزات التي تعبر عن أرقام مخجلة باستثناء الإنجازات المتواصلة التي يحققها أبطال ألعاب القوى وبعض أبطال الألعاب الفردية والجماعية، كتحقيق منتخب كرة الماء بطولة كأس العالم وتأهل مضر لبطولة العالم لكرة اليد، إلا أن تلك الإنجازات لم توقظ الشارع الرياضي من صدمته التي استهل بها عامه الذي نحن في نهايته، وزادت كوابيسه بتقليص المقاعد التي خصصها الاتحاد القاري للأندية السعودية مؤخراً.
كل شيء متوفر لنا بالسعودية ومع ذلك نعجز عن صناعة بطل يوقظ همة الشارع الرياضي ويخفف صدماته المثخنة بالجراح منذ العقد الماضي.
ولوعقدنا مقارنة بين الإمكانيات التي تمتلكها بلادنا من استقرار من جميع النواحي وكثافة بشرية واتساع رقعة، وبين تونس البلد الصغير على سبيل المثال، فإنه لا مقارنة بين بلد سجلت ميزانياته أرقاماً قياسية في الضخ المالي والفائض, مع بلد ما زال يعيش على آثار التغيير العربي, فتونس التي أخرجت السباح أسامة الملولي الذي جلب وحده لبلاده 14 ميدالية ذهبية في الدورة العربية بقطر، لا تقارن بالإمكانيات المتوفرة لدينا, لكن الفارق هنا أنهم يعرفون كيف يصنعون نجماً وكيف يخططون لاستثماره, بينما نحن ندور في فلك كرة القدم التي أكلت الأخضر واليابس دون تحقيق المرجو.. لماذا لا نطبق في عامنا الجديد صناعة بطل مثل الملولي بدلاً من ضياع أوقاتنا على لاعب كرة قدم وإغداقه بالشرهات والعقود الضخمة.