أبها: محمد الصالحي

حلقة نقاش إلكترونية يتابعها آلاف المتفرجين للبحث عن أجوبة لأسئلة مقلقة

أسئلة عن أمور تقنية وأخرى عن حب وزواج وطعام، وإلى جوارها طلبات لخارطة طريق إلى الجهاد.. من يجمع كل ذلك غير جوجل، شاغل الدنيا وراوي عطش المستفتين بحل لكل سؤال، وإن تجاوز خطوطا ترى المجتمعات حساسيتها؟
تقدم شركة جوجل لخدمتها التفاعلية إجابات، بأنها مجانية وتتيح للمستخدمين الحصول على إجابات لأسئلتهم من خلال المستخدمين المهتمين بالموضوع.
وتؤكد: نحن نؤمن بأن الخدمة تعمل على زيادة توفر المعلومات وتشجع على التعاون وتتيح قنوات اتصال جديدة بين الناس.
وكان للشركة ما أرادت، ولكن على هوى من لهم مآربهم، ففي السنتين الماضيتين، ظل من لا أسماء صريحة لهم أو مكان حقيقي، يرسلون أسئلتهم إلى خدمة إجابات جوجل ويسألونه عن أي الجهاد أفضل، وأي الدول أنسب، ومتى تحين الفرصة المواتية لذلك؟ في حين يتصدى آخرون بالردود المفصلة والتجارب التي تلخص لهم أفضل الحلول. وحولهم يلتف الآلاف للتفرج والإنصات إلى المستفتي والمفتي في حلقة النقاش الإلكترونية المفتوحة.
يتطور الأمر لاحقا، ليسأل أحدهم: كيف تتغلب على حالة القلق والخوف إذا ذهب شقيقك للجهاد في الصومال وتتوقع في أي لحظة أن يصلك نبأ استشهاده؟ فتأتيه الإجابات مواسية له بالعلاج تحت تصنيف أسماه الموقع بعلم النفس.
يكتسب الموضوع خصوصية أكثر، حين يثير أفراد بأسماء مستعارة السؤال الذي تكرر كثيرا على صفحات الموقع وإن اختلفت صيغته: كيف يذهب السعوديون للجهاد في أفغانستان و الشيشان؟ و ما الطريق التي يسلكونها للوصول إلى أرض الجهاد؟.
وما يبدو لافتا للوهلة الأولى هو اسم ليبيا، والبعض يطرحه هناك كدولة مقترحة وبديلة لمن فاتته فرصة الوصول إلى العراق أو أفغانستان والشيشان، أمامها تنسدل تبريرات بعض المتبرعين بالإجابة وهم يحرضون للذهاب إليها بعد أن يحيلوهم إلى ما أسموه بـالمواقع الجهادية.
أخيرا لا ينسـى الموقـع أن ينبه مستخدميه إلى تجنب الادعاءات الزائفة ليؤكد لهم في آخر نصيحة مكتوبة على صفحة إرشاداته: اتسم بالأمانة، ولا تدّعِ امتلاك خبرة زائفة أو تعطِ نصيحة غير صحيحة. إنـه جوجل.