من الطبيعي أن تأخذ المشروعات التي أُمر بتأسيسها وقتاً حتى تكون بيد الإنسان.

من الطبيعي أن تأخذ المشروعات التي أُمر بتأسيسها وقتاً حتى تكون بيد الإنسان، سواء كانت المشاريع تتعلق بالمباني، أو بأمر الصرف، أو بمشاريع تمس المجتمع بفئاته كلها، سواء الذين يعانون من البطالة، أو المتقاعدون، أو المعلمون، أو سواهم، لكن أن يطول التنفيذ فهذا هو السيئ في الأمر.
السنة الماضية شهدت أوامر ملكية هائلة، ولا بد من تنفيذ الأوامر التي لم تنفّذ. ثم إن السنة التي توشك على الدخول تضعنا أمام امتحان حقيقي وربما صعب.. وهو امتحان التخطيط والإستراتيجية في رسم المستقبل.
أتمنى من وزارة التخطيط أو سواها من المؤسسات ذات التماس مع رسم الإستراتيجيات أن تضع الناس على مخططهم الذي سيطرحونه بين يدي الجهات الحكومية من أجل التحسين والتصحيح. كل الدول التي تنعم بالخير في العالم الغربي لديها خطط تنمو كل سنة، وكل خطة لها مداها الزمني وتكلفتها المادية. وما دمنا في السعودية نبحر على ميزانية هائلة فمن حق الناس أن يسألوا عن الإستراتيجية والخطة القادمة التي يمكن أن تسعد الناس وتبهجهم وتشعرهم بالطمأنينة تجاه المستقبل.
لدينا مشكلة البطالة الماثلة أمامنا، ليست فقط بين خريجي العلوم الاجتماعية أو أقسام الإدارة أو علم النفس، مع احترامي لهذه التخصصات العظيمة، بل وصلت البطالة إلى المبتعثين الذين عادوا! لم يجدوا وظائف بعد كل هذا الكد.. هذه مشكلة لابد من دراستها وإيجاد حلول سريعة وحاسمة.
كذلك مشكلة الماء مستقبلاً والتي ستكون بعد فترةٍ من الزمن من التحديات الكبيرة، ومشاكل الكهرباء، والمشاريع التي تكفّلت بها الأمانات في المناطق، كيف سيكون شكل التعامل معها؟! ولا ننسى تطوير المؤسسات التعليمية، والمستشفيات والصحة، كل تلك المجالات تتحدانا في سنة 2012 فهل نحن على مستوى التحدي؟!
قال أبو عبدالله غفر الله له: ولأنني أحب تراب هذه الأرض، أتمنى من وزارة التخطيط أن تضع الخطط الإستراتيجية والأهداف التي ستنجزها في سنة 2012 على ملف بي دي إف على موقعها، فنحن نستحق منها أن تكون الصورة واضحة، ما هي الأهداف؟ وكيف ستصرف الميزانية الكبيرة؟ وما هي الدراسات التي استنتجت بعد كل تلك السنوات لإيجاد حلول للمياه والكهرباء والبطالة والأزمات التي تأتي بغتة مثل غلاء الأسعار وسواها؟!
جاءت سنة 2012 ومعها تحدياتها فكيف سنواجهها إدارياً واقتصادياً؟!