أكد سياسيون وخبراء إيرانيون لـ الوطن أن الرئيس محمود أحمدي نجاد اتخذ سلوكا منحرفا عن نظيريه السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي في علاقته مع الدول العربية والإسلامية، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعتقد رئيس مركز الحضارة الإسلامية بطهران محمد عزيزي أن نجاد دمر جسور الصداقة مع دول مجلس التعاون التي أرساها سلفه خاتمي، مشيرا إلى أن التدخل الإيراني في شؤون الخليج ترك بصمات سلبية على العلاقات العربية ـ الإيرانية.
وتابع أن إقحام حكومة نجاد نفسها في أتون التوترات العربية الحالية تصرف غير عقلاني، لأن ما يحدث في هذه الدول ليس له علاقة بإيران، وهو شأن داخلي لا ينبغي لها أو لأية جهة أخرى التدخل فيه.
كما أكد مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن الدكتور علي نوري زادة أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء في علاقاتها مع العالم العربي، فهناك تدخل إيراني في شؤون يرى العرب أنها داخلية مثل البحرين وفلسطين. وأبان أن إيران تدعم القضية الفلسـطينية لتحقيق مصالحها الخاصة لمحاولة كسب الـشارع العربي.
بدوره، عبر مساعد وزير الخارجية الإيراني الأسبق صادق خرازي عن امتعاضه من سياسة بلاده الخارجية خاصة العربية والإسلامية، داعيا نجاد إلى إعادة النظر في مسيرة العلاقات مع دول الجوار، ومشددا على أن إيران ستخسر الكثير إن واصـلت سياسة القطيعة مع العالم.
أكد خبراء إيرانيون لـ الوطن أن الرئيس محمود أحمدي نجاد اتخذ سلوكا منحرفا عن سلوكيات الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي في علاقته مع الدول العربية والإسلامية خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي. ويرى هؤلاء أن خاتمي كان أكثر انفتاحا في علاقته الدبلوماسية مع الدول المجاورة لإيران، حيث شهدت العلاقات الإيرانية ـ الخليجية في عهده فصلا ربيعيا.
وأوضح الأستاذ بجامعة طهران علي كشاورزي أن سياسة نجاد الخارجية وخاصة في العلاقات مع الخليج أضرت كثيرا بقيم الثورة. وقارن بين الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة الإيرانية، إذ أكد أن الرئيس خاتمى بعد توليه الحكم عام 1997 بدأت إيران في اتخاذ مسار أكثراعتدالا من المسار الرفسنجانى وما قبله، حيث أبدى رغبته بشكل عملي متصاعد في عودة العلاقات الإيرانية ـ العربية بشكل متطور من خلال قيامه بزيارات إلى جميع الدول العربية وعلى رأسها الدول الخليجية ومصر والسودان والجزائر. كما عقد اتفاقيات لتوطيد هذه العلاقات وتوثيقها.
ويعتقد رئيس مركز الحضارة الإسلامية بطهران محمد عزيزي أن الرئيس نجاد قام بتدمير جسور الصداقة مع دول مجلس التعاون التي أقامها خاتمي. وأضاف أن التدخل الإيراني في شؤون الخليج ترك بصمات سلبية على العلاقات العربية ـ الإيرانية. وتابع أن ما يحدث في الدول العربية من احتجاجات ليس له علاقة بإيران، وإقحام حكومة نجاد نفسها في أتون تلك الانتفاضات تصرف غير عقلاني. وأكد عزيزي أن الأزمة في البحرين يمكن معالجتها داخليا، ولاينبغي لإيران أو أية جهة التدخل في البحرين طالما أن هناك حكومة وبرلمانا ومؤسسات للمجتمع المدني. وأشارإلى أن الاحتجاجات في معظم العواصم العربية شأن داخلي وظاهرة صحية لأن بعض الحكومات العربية كما رأينا في مصر استجابت لمطالب الشعب، ومن هذا المنطلق لا يحق لإيران التدخل.
من جانبه أكد مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن الدكتور علي نوري زادة، وجود أزمة حقيقية في العلاقات بين العالم العربي وإيران. وقال إن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء في علاقاتها مع العالم العربي، فهناك تدخل إيراني في شؤون يرى العرب أنها داخلية مثل القضية الفلسطينية. وأوضح بالرغم من تدخل تركيا في تلك القضية، إلا أن تدخلها مقبول لأنه يهدف لتسهيل التسوية وإقامة دولة فلسطينية، بينما إيران تدعم القضية الفلسطينية لتحقيق مصالحها الخاصة فهي لا تريد دولة فلسطينية كما تزعم لكنها تريد استغلال تلك القضية لكسب الشارع العربي وتعزيز دورها في المنطقة بدلاً من التعاون مع الأنظمة.
وبدوره يعتقد عضو البرلمان السابق حمد نوراني أن العلاقات مع الخليج تشهد حاليا حالات من الفتور والانكماش، عكس ما كانت عليه إبّان عهد خاتمي، التي شهدت زيارات متبادلة بين كبارالمسؤولين في البلدين إلى كل من طهران والرياض.
وفي السياق، عبر مساعد وزير الخارجية الإيراني الأسبق صادق خرازي عن امتعاضه من سياسة بلاده الخارجية خاصة في علاقتها مع الدول العربية والإسلامية. ودعا على موقعه الخاص الدبلوماسية الإيرانية، حكومة نجاد إلى إعادة النظر في مسيرة العلاقات مع دول الجوار والغرب. وأكد أن إيران ستخسر الكثير إن واصلت سياسة القطيعة مع العالم.