الدمام: يوسف الحربي

قال المصور الفوتوجرافي مصلح جميل إن فن البورتريه المعاصر في العالم العربي والخليج تحديدا يشكل مجموعة من الكليشيهات الفوتوجرافية من أوضاع وأفكار، منوها إلى أن صور الفنانات الخليجيات التي يتم التعديل عليها بالفوتوشوب جعلت الوجه البشري أقرب إلى الصناعة البلاستيكية، منتقدا هذا الشكل من الأسلوب الفوتوجرافي الذي أطلق عليه البلاستيكيشن، متسائلا هل تمثل هذه الصور رغبة المجتمع؟
وقال جميل خلال أمسية أساليب أشهر مصوري البورتريه، مساء الثلاثاء الماضي بفرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام: إن ممارسات التصوير في المملكة، تعود إلى رحلة محمد صادق باشا للحج في 1880م، وإن تصوير الوجوه محليا مرّ بعدة مراحل، أهمها مرحلة التحريم في العقود الماضية والتي أدت إلى تأخر في التصوير بشكل عام والبورتريه بشكل خاص. واعتبر جميل، صورة الأرجنتيني تشي جيفارا تمثل أشهر صور البورتريهات في العالم، وهي تجسد كيف يمكن للكاميرا أن تحب شخصا ما وتظل تقدمه بصورة عظيمة كما حدث مع صورة جيفارا بعد موته التي أظهرت جثته في هيئة مقاربة لهيئة المسيح في الرسومات الدينية.
وتطرق جميل إلى تطور فن البورتريه منذ اختراع الكاميرا وحتى الممارسات المعاصرة، قائلا إنه لا توجد صورة برؤية، فكل الصور لها دلالات ومعانٍ سواء بوعي أو بدون وعي من المصور وصاحب الصورة، وإن التصوير الفوتوجرافي كفن وكتقنية هو نتاج للتطور الصناعي والحركات الفنية التي عاشتها البشرية. واستشهد جميل بالفنان الكندي يوسف كارش، مستعرضا أحد أعماله الفوتوجرافية للملك فيصل ونيلسون مانديلا، والذي عرف عنه دراسته للشخص المراد تصويره قبل الالتقاء به، وينتظر حتى تأتي اللحظة المناسبة للتصوير، والأميركي ريتشارد افادون معتبرا إياه من أهم فلاسفة الصورة، مستشهدا بقوله كل الصور صحيحة، ولكن لا شيء منها حقيقي. يذكر أن مصلح جميل الذي انضم مؤخرا لفرع جمعية الدمام، كمقرر للجنة التصوير، يحمل بكالوريوس في الفنون الفوتوجرافية من الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى التخصص الفرعي في الدراسات السينمائية والإعلام، وحصل مؤخرا على المركز الأول في المسابقة السنوية لمجلة بوبيولر فوتو الأميركية المتخصصة في شؤون التصوير والمخصصة لطلاب الجامعات الأميركية في الولايات المتحدة.