من باب إقالة العثرات، أصبحت لا أميل للتدقيق في أحاديث مسؤولي الدولة والتقاط العبارات من أفواههم.. حتى لا يعود الوزراء لذات اللهجة الرسمية بعباراتها المملة!
لكن ما العمل حينما يضطرنا بعضهم للوقوف عند هذه العبارات.. إما لغرابتها، أو لقسوتها، أو لخروجها عن المألوف، أو لأنها تكشف حقيقة ما.. وأحيانا تجي القمرا على هوى الساري القديم.. مثل التصريح الذي سأتحدث عنه اليوم مضطرا.
حيث قال وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين للصحافة ـ ردا على بعض أعضاء مجلس الشورى الذين طالبوه بخفض التسعيرة: يريدون أن تكون الكهرباء ببلاش!
اللافت هذه المرة أن الرد لم يكن على مواطن بسيط اعترض طريق الوزير أثناء جولته، أو وقف له عند باب سيارته.. أو مكتبه.. هذه الرسالة كانت موجهة لأعضاء مجلس الشورى!
الغريب أن الوزير نجح في إقناع السادة أعضاء المجلس خلال أربعين دقيقة، بالقول إن دخل الكهرباء سنويا بلغ 28 مليار ريال، أما دخل فواتير الجوال فيقدر بـ70 مليارا، فلكم المقارنة أي العبء أكثر على المواطن؟
كنت أتمنى لو أن أحد السادة أعضاء المجلس قالوا له: شتان بين الاثنين.. الكهرباء ضرورة لا تسير الحياة من دونها.. ومهما ارتفعت فالمواطن مضطر لملاحقتها.. بينما فواتير الهاتف الجوال يذهب نصفها في مكالمات لا قيمة لها.. ولو عجز المواطن عن سداد فاتورة هاتفه فلديه بدائل كثيرة ولن تتوقف حياته.. بينما حينما يتم فصل التيار الكهربائي لمدة ساعة واحدة ليلا، تنقلب حياته رأسا على عقب!
الخلاصة: فواتير الكهرباء مرتفعة السعر صيفا وشتاء.. والأرقام التي عرضها معالي الوزير على العين والراس، لكنني مواطن، وجميع من أعرفهم ـ دون استثناء ـ يشتكون من ارتفاع أسعار الفواتير.. ليت الوزير يسعى لوضع تعرفة مخفضة لأسعار فواتير الكهرباء تراعي أوضاع الناس الاقتصادية.