يثير سام عبدالحكيم الحاسدي الذي يعد أحد قادة الثوار الليبيين قلقا عميقا في واشنطن بسبب الخلفيات التي أسس عليها الحاسدي قيادته لفصيل مهم من أولئك الثوار. فقد ذكرت تقارير إعلامية أميركية أن الحاسدي قال إنه شارك في قتال القوات الأميركية في أفغانستان والعراق وإنه اعتقل في أفغانستان واقتيد إلى قاعدة باجرام الجوية الأميركية إلى أن أفرج عنه عام 2008. ويقول عدد من رجال المخابرات الأميركية إن الحاسدي ينتمي بالفعل إلى القاعدة وإنه يلعب دورا لم تتمكن الأجهزة الأميركية من قياس وزنه الحقيقي في العمليات العسكرية التي تدور الآن بين القذافي ومعارضيه.
وقد وُجه إلى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرج سؤال حول هذا الموضوع إلا أنه تهرب منه. فقد سأل عضو مجلس النواب براد شيرمان المسؤول الأميركي خلال جلسة استماع علنية عقدها الكونجرس الأسبوع الماضي هل يقود الحاسدي الثوار فعلا؟ أم أنه لا يزال خلف القضبان؟ أم أنك لا تهتم بذلك كثيرا؟. وأجاب ستاينبرج بقوله إذا أردت أن نتناول التفصيلات فإنني أعتقد أن بوسعنا أن نتناقش أكثر في الموضوع ولكن في جلسة مغلقة. بعبارة أخرى لم ينكر ستاينبرج أن الحاسدي يعد أمرا ينبغي أن يناقش بعيدا عن الكاميرات.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الحاسدي يضاف إلى قادة آخرين لقوات الثوار في ليبيا منهم الجنرال عبد الفتاح يونس وزير الداخلية السابق الذي انشق عن النظام. ومنهم أيضا عمر الحريري الذي شارك في انقلاب العقيد القذافي عام 1969. وكان الحريري قد حاول إبعاد القذافي عن السلطة بعد الانقلاب مباشرة فقاد انقلابا آخر في شتاء العام ذاته مع نحو 300 شخص إلا أن القذافي تمكن من إحباطه ووضع الحريري خلف القضبان حتى عام 1990 ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية في طبرق منذ ذلك الوقت وحتى اندلاع الثورة الحالية. ويتبنى الحريري الآن موقفا يدعو إلى إقامة نظام برلماني وإطلاق الحريات السياسية. ويضاف إلى ذلك العقيد خليفة حفتر الذي كان عضوا في فريق انقلاب 1969 أيضا ومن ثم في مجلس قيادة الثورة. وفي الثمانينيات انشق حفتر عن القذافي وأسس ما سمى جيش التحرير الليبي ثم طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة حيث عاش هناك منذ ذلك الوقت ليعود إلى شرق ليبيا مع اندلاع الثورة. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى وجود خلافات بين حفتر ويونس اللذين يلعبان الآن دورا قياديا على الجانب العسكري للثوار.