لم يعجبني أسلوب وزير الزراعة وهو 'ينهر' مواطناً طاعناً في السن في نجران كل ذنبه أنه شرح له معاناته مع نقص أمصال تحصين الماشية من مرض 'الحمى القلاعية'، عندما رد عليه الوزير ساخراً: 'تبي الحكومة

لم يعجبني أسلوب وزير الزراعة وهو ينهر مواطناً طاعناً في السن في نجران كل ذنبه أنه شرح له معاناته مع نقص أمصال تحصين الماشية من مرض الحمى القلاعية، عندما رد عليه الوزير ساخراً: تبي الحكومة تعطيك كل شيء ببلاش.. رح اشتر طيب.. يا عمي رح اشتر!
فات على معالي الوزير أنه إن استطاع الشراء من مرتبه الوزاري، فذلك لا يعني أن يملك ذلك المُسنّ القدرة على شراء تلك الأدوية لمواشيه. فات على معالي الوزير أن يسأل نفسه لم ذلك النقص بأحد واجبات وزارته، ولِمََ لم يبادر بتوفيرها وهو يعترف بوجود النقص. وقبل هذا وذاك.. فات على معالي الوزير أن ذلك المواطن الذي رفع صوته عليه هو بسن والده، وحتى إن أخطأ بطلبه فعليه أن يتعامل معه برفق ولين، فما بالك وهو يشتكي بطريقة لبقة ويطلب حقا مشروعا له؟!
منتصف كل أسبوع يلتقي وزراء الدولة بوالدنا الكبير حفظه الله، فيؤكد في كل جلسة على مراعاة الله بالرعية والسهر على راحتهم، وتذليل الصعاب التي يواجهونها. خلال دروس التقوية الأسبوعية التي يتلقاها الوزراء من ولي الأمر لا تتوقف الرؤوس عن الهز بالتأييد والتأكيد على الوصايا الملكية وأهميتها. هي ذات الرؤوس التي تهتز أيضا خلال لقائها بالمواطنين، لكن الفارق هذه المرة أنها تهتز لتنهر مواطناً كل ذنبه أنه طالب أو اشتكى للوزير!
معالي وزير الزراعة.. قد يستمع ذلك المُسنّ لطلبك منه شراء لقاح مواشيه على حسابه الخاص من الصيدلية البيطرية؛ لكن من أين يشتري كرامته التي أهدرتها بردك القاسي عليه؟ لذا رح اعتذر عن رح اشتر، فالاعتذار من شيم الكبار!