للمرة الأخيرة قبل الميزانية تعالوا نفكر بهدوء.. كي نعرف الخلل.. ثم نضع الحلول إن كنا صادقين، وجادين.
اليوم نصف السكان في السعودية هم في سن الشباب.. هؤلاء الشباب ليسوا بحاجة للخدمات الصحية.. غاية ما يحتاجونه هو علبة بنادول أو مضاد حيوي لحالة إنفونزا عابرة..!
النصف الباقي من السكان بين ثلاث حالات..
جزء من هؤلاء يرفل في ثوب الصحة والعافية ولا يشتكي من أي مشكلة صحية وبالتالي هو غير معني بمعرفة حالة الخدمات الصحية في البلد.. أو غير متضرر من رداءتها.
الجزء الثاني بدأت الأمراض تأخد نصيبها من جسمه.. ضغط .. سكر.. قلب.. كلى.. بروستات.. مفاصل.. هؤلاء قادرون على الحصول على خدمات القطاع الخاص .. يعالجون أنفسهم بأموالهم ـ أو بأموال غيرهم ـ وليسوا معنيين أيضاً بالخدمات الصحية الحكومية في البلد..
نأتي للجزء الثالث وهو الحلقة الأضعف!
هؤلاء هم اليوم المستفيدون بشكل مباشر من خدمات وزارة الصحة.. ولكم أن تقدروا حجمهم البسيط بعدما استثنينا ثلاثة أرباع السعوديين من العدد الإجمالي!
هؤلاء اليوم لكي يحصلوا على خدمة صحية تليق بآدميتهم عليهم أن يستعينوا بكل الوسائل.. المشروعة وغير المشروعة..
قلت هذا أكثر من مرة وأكرره اليوم: إذا كانت وزارة الصحة.. بوضعها الحالي.. وطاقتها الحالية.. غير قادرة على خدمة هذا الرقم البسيط دون واسطة وشفاعة وحب خشوم.. فمادا ستفعل حينما ترتفع أعمار السكان، وبالتالي ترتفع نسبة الذين يحتاجون للخدمات الصحية؟
إذا كانت الوزارة في ظل هذا الفائض المالي الكبير وهذه الموازنات الضخمة غير قادرة على تلبية حاجة الناس الصحية فماذا ستصنع في حال انخفضت الموازنات مستقبلا؟!
ماذا نقول للمرضى الذين يصارعون الموت في قوائم الانتظار والمواعيد، وهم يستمعون لمخصصات وزارة الصحة في موازنة الدولة؟!
أقسم بالله إن هناك خللا في وزارة الصحة.. ما هو.. لا أعلم؟