سقوط 10872 قتيلا وفقدان 16574 شخصا
ضرب زلزال جديد بقوة 6,5 درجات صباح أمس سواحل شمال شرق اليابان وتم إصدار تنبيه لفترة وجيزة من موجة تسونامي على سواحل مقاطعة مياغي، وأعطى المعهد الجيوفيزيائي الأميركي تقديرا أقل مما أعلنه سابقا لقوة هذا الزلزال ليصبح 6,1 درجات، وأوضح أن هذه الهزة التي أتت بعمق 17 كلم، وقعت على بعد نحو مئة كلم من مدينة سنداي التي دمرها الزلزال وتسونامي الذي ضرب المنطقة في 11 مارس بقوة 9 درجات، ولم تتحدث وسائل الإعلام اليابانية عن ضحايا أو أضرار.
وأشارت الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية إلى أن هذا الزلزال هو على ما يبدو ارتداد للزلزال الرئيسي لكونه حصل في المنطقة نفسها في المحيط الهادئ، وأصدرت تنبيها لسكان سواحل مياغي معتبرة أن تسوناميا بارتفاع قد يصل إلى 50 سنتيمترا قد يضرب الساحل، إلا أنها رفعته بعد ساعة ونصف الساعة.
وأدى الزلزال والتسونامي الذي ضرب المنطقة منذ 17 يوما إلى سقوط 10872 قتيلا وفقدان 16574 شخصا بحسب آخر حصيلة أعلنتها الشرطة الوطنية أمس.
وقالت الحكومة اليابانية أمس إن انصهارا نوويا جزئيا تسبب في ارتفاع مستويات المواد المشعة التي تم اكتشافها في المياه بأحد المفاعلات الستة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية في شمالي شرقي اليابان التي تضررت جراء الزلزال وموجات المد تسونامي.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو إيدانو إنه من المعتقد أن يكون الانصهار الجزئي لقضبان الوقود المستنفد في المفاعل 2 بالمحطة في فوكوشيما (250 كيلومترا شمال شرق طوكيو) مؤقتا، وبلغ معدل الإشعاع الذي تم رصده في المياه في مبنى التوربين بالمفاعل الثاني أكثر من 1000 مليسيفرت لكل ساعة.
ويبلغ الحد القانوني للتعرض للإشعاع بالنسبة للعاملين بالمحطة 100 مليسيفرت علي الرغم من أنه ارتفع إلي 250 مليسيفرت. كما تم رصد مياه ملوثة بالإشعاع في مباني التوربينات للمفاعلات 1 و 3 و4 .
وأعاق التلوث عمل شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المسؤولة عن تشغيل المحطة لإعادة الكهرباء ووظائف التبريد إلى مفاعلات المحطة لتجنب كارثة محتملة.
وتحاول شركة طوكيو إليكتريك باور تطهير المياه من الإشعاع بأقصى سرعة من أجل الحد من مخاطر تعرض مزيد من العاملين للإشعاع حيث إنه يجب على العاملين الدخول للمفاعلات مرتفعة الحرارة من أجل إصلاح أنظمة التبريد.
ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن الشركة القول إن عدد العاملين الذين تعرضوا لموجات إشعاع تتجاوز 100 مليسيفرت في المحطة تخطوا الـ19 عاملا.
من جهة أخرى ما زال نحو 500 تقني ورجل إطفاء وعسكري يضخون الماء العذب بمساعدة مضخات كهربائية في المفاعلات للحؤول دون ارتفاع حرارة الوقود، الأمر الذي قد يتسبب في كارثة ضخمة.
وتمت هذه العمليات الطارئة أثناء عدة أيام عبر خراطيم مياه ورافعات عملاقة استخدمت مياه البحر التي ضخت من المحيط الهادي، لكن تراكم الملح قد يتسبب في تآكل المنشآت.
وقال باحث بارز في مجال أمواج المد العاتية (تسونامي) إن إنفاق اليابان المزيد من الأموال على البنية التحتية كان يمكن أن يقلل من تأثير موجات المد العملاقة القاتلة التي اجتاحت البلاد هذا الشهر، لكن الحكومة أصبحت تعتمد أكثر من اللازم على إجراءات منخفضة التكاليف مثل عرض خرائط تحذيرية.
وقال فوميهيكو ايمامورا الأستاذ في مركز أبحاث السيطرة على الكوارث بجامعة توهوكو إنه يجب على اليابان أن تنفذ تخطيطا للمدن على الطراز الغربي لإبقاء المنازل والمستشفيات بعيدا عن السواحل عند إعادة بنائها بعد الكارثة المدمرة.
وأضاف أن حكومة اليابان التي تعاني من ضائقة مالية ابتعدت في السنوات الأخيرة عن المشروعات المكلفة مثل زيادة ارتفاع حوائط البحر، إلى إجراءات أقل تكلفة مثل وضع خرائط تظهر أي المناطق تنخفض عن مستوى سطح البحر.
وقال ايمامورا في مقابلة أول من أمس نتعاون مع الحكومة في اتخاذ إجراءات للتصدي لتسونامي، لكن كان هناك تمويل قليل، وأحيانا لم يكن هناك تمويل كاف لاقامة إجراءات بنائية.
ويستخدم ايمامورا ـ وهو عالم يدرس التسونامي منذ نحو 30 عاما ـ نماذج أعدت بواسطة الكمبيوتر وضعت على أساس بيانات تاريخية للتنبؤ بسرعة وحجم الموجات القاتلة التي تنجم عن الزلازل.
وقال إن التسونامي التي اجتاحت الساحل الشمالي الشرقي لليابان كانت إحدى أكبر موجات التسونامي مقارنة بتلك المسجلة على مدار التاريخ، وأكبر بكثير من أي شيء توقعه العلماء، لأنهم لم يتوقعوا حدوث زلزال عنيف بهذا الشكل.
وأوضح ايمامورا أن الأمواج كانت مرتفعة للغاية لدرجة أنها دمرت عدة مقاييس للمد تستخدم في قياس حجم الموج. واستمرت التسونامي في حد ذاتها لمدة يومين حتى إن موجاتها وصلت تشيلي قبل أن تنعكس عائدة إلى اليابان.