كان حريق الأقصى الذي نفذه الإرهابي الصهيوني الأسترالي الأصل مايكل دينس روهن في 21 أغسطس 1969 فاتحة الأعمال العدوانية ضد المسجد الأقصى، نفذتها أياد إسرائيلية بمسميات متعددة، جميعها تصب في خانة تهويد القدس والاستيلاء على مقدساتها، وبناء الحلم اليهودي المسمى بـهيكل سليمان.
لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية ضد أولى القبلتين منذ عام 1969 حتى يومنا هذا، كان أخطرها في 8 أكتوبر 1990 عند محاولة اقتحام المسجد من قبل جماعة ما يسمى بأمناء الهيكل لوضع حجر أساس للهيكل المزعوم، ثم ارتكاب مذبحة الأقصى الأولى على يد قوات الاحتلال ضد المحتجين، مما أدى إلى استشهاد 34 مسلما وجرح 115 آخرين، وفي 24 سبتمبر 1996 عندما فتح اليهود نفقا تحت الجدار الغربي للمسجد الأقصى وعلى امتداده، واندلاع انتفاضة الغضب، ثم مذبحة الأقصى الثانية، حيث استشهد 62 فلسطينيا وجرح 1600 آخرين، إضافة إلى تدنيس أرييل شارون في 28 سبتمبر 2000 للمسجد بتجواله في ساحاته الداخلية برفقة 3000 من جنود الاحتلال، ومحاولته دخول مواضع الصلاة الرئيسية داخل المسجد المبارك، ومحاولة جنوده في اليوم الثاني اقتحام المسجد، حيث قتلوا وأصابوا عددا من المصلين عقب صلاة الجمعة في مذبحة الأقصى الثالثة، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى في عموم الأراضي الفلسطينية.
اليوم يعيد التاريخ الصهيوني نفسه، ضد الأقصى، ولكن من باب المغاربة الذي أمرت سلطات الاحتلال بإغلاق الجسر المؤدي إليه بزعم أنه يشكل خطرا على السلامة العامة، ولكنه سيبقى مفتوحا فقط لقوى الأمن في حال الضرورة، متخطية دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن هذه التلة التي تعتبر مدخلا من مداخل الأقصى وهي وقف إسلامي، كمقدمة لهدم الجسر الذي تطالب به جهات صهيونية متطرفة، مما يهدد أساسات المسجد الأقصى.