اتسع نطاق التظاهرات المطالبة بإطلاق الحريات في سوريا اليوم (الجمعة 2011/03/25) وأوقعت مزيدا من القتلى في محافظة درعا رغم إعلان السلطات السورية يوم أمس الخميس عن سلسلة من الإجراءات الإصلاحية في محاولة لامتصاص غضب الشارع.
وأكد ناشط حقوقي أن 17 متظاهرا قتلوا نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن بينما كانوا متوجهين إلى درعا، جنوب سوريا قادمين من القرى المجاورة لها.
وقال شاهد عيان في الصنمين إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين بعد قيامهم برشق مقر الأمن العسكري في المدينة بالحجارة.
وأوضح سكان أن قوات الأمن قتلت 3 أشخاص في المعضمية إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق بعدما واجه حشد موكب سيارات لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أفاد شهود عيان أن قوات الأمن فتحت النار بكثافة على متظاهرين تجمعوا أمام منزل محافظ درعا التي شهدت أعنف المظاهرات منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 18 مارس وسقط خلالها أكثر من 100 قتيل بحسب مصادر حقوقية.
وقال أحد الشهود تظاهر أكثر من 10 آلاف شخص في ساحة درعا اليوم الجمعة حيث قام أحد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد.
وأضاف قام رجال الأمن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم بإطلاق النار على المتظاهرين وأردوا أحدهم.
وأضاف هذا الشاهد اضطررت إلى الفرار للاحتماء إلا أن شهودا أكدوا لي وقوع المزيد من القتلى.
وأفاد شاهد آخر قام متظاهرون بإضرام النار في تمثال للرئيس الراحل فقامت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم وسقط الكثير من القتلى والجرحى.
وشارك الآلاف في درعا في جنازة قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها المدينة وهتفوا بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد.
وفي دمشق انطلق نحو 300 شخص عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين الله، سوريا، حرية وبس ودرعا هي سوريا وكلنا فداء درعا.
وفي المقابل احتشد أنصار للرئيس بشار الأسد في ساحة المسكية في دمشق حاملين صورا له ولوالده الراحل حافظ الأسد وهم يهتفون الله، سوريا، بشار وبس وبالروح، بالدم، نفديك يا بشار. كما جالت شوارع المدينة عشرات السيارات مطلقة أبواقها تأييدا للأسد.
وفي منطقة داعل (شمال درعا) خرج نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية إلى الشارع وهم يهتفون داعل ودرعا ما بتنهان بينما كان أطفال يلوحون بالكوفيات.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان الجمعة أن نحو 3 آلاف شخص تظاهروا في مدينة بانياس الساحلية والتي سبق أن شهدت تظاهرة يوم الجمعة الماضي.
وجاءت التظاهرات الجديدة بالرغم من إعلان القيادة السورية الخميس عن سلسلة إصلاحات تلبي طموحات الشعب في محاولة لاحتواء الوضع وتهدئة النفوس وقيامها بإطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية أحداث درعا.
ومن بين الإجراءات التي أعلن عنها على لسان مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1963، وإعداد مشروع لقانون الأحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام.
من جهتها أشارت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم اليوم إلى أن شوارع مدينة درعا والمحافظات السورية شهدت مسيرات شعبية حاشدة عبر خلالها المواطنون عن ارتياحهم للقرارات التي أصدرها الأسد يوم أمس الخميس الذي وصفته بخميس الكرامة ردا على دعوات التظاهر في جمعة العزة.
وأكدت سورية قدرتها على تجاوز المحنة.
واعتبر الحقوقي والناشط عيسى المسالمة وهو أحد الذين تم الإفراج عنهم في درعا أنه إذا تم تنفيذ هذه القرارت فتكون السلطات قد استجابت حينها إلى جزء من المطالب التي ينادي بها الشعب منذ سنوات.
وأضاف سنمضي بحركتنا السلمية لأننا لا نريد وعودا فقط ولكن تطبيق الإجراءات التي تم الإعلان عنها. مجرد وعد لا يكفي.
ودوليا دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من بروكسل سورية إلى وقف العنف حيال المتظاهرين مؤكدا أن رد فعل الأسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة.
وقال ساركوزي إن كل زعيم وخصوصا كل زعيم عربي يجب أن يفهم أن رد فعل الأسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة بينما تشن فرنسا ودول غربية أخرى عملية عسكرية في ليبيا هدفها وقف هجوم القوات الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي على الثوار.
كما نددت الولايات المتحدة الخميس بـالقمع الوحشي للتظاهرات في سورية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن الولايات المتحدة تندد بشدة بالقمع الوحشي للتظاهرات من جانب الحكومة السورية خصوصا العنف ومقتل المدنيين على يد قوات الأمن.