أول مرة أشاهد فيها فيلم فورست قامب قبل سنوات, وبعد أن انتهى قلت في نفسي: من الظلم ألا يفوز هذا الفيلم بجائزة أوسكار.
لمّا بحثت عنه في الإنترنت, وجدته فاز بسبع جوائز أوسكار, ولو كنت ممثلاً لتمنيت أن أؤدي دور الممثل العبقري توم هانكس في هذا الفيلم, فقط, هذا الدور ولا أريد أن أمثّل غيره.
فورست قامب، اسم رجل في منتهى الطيبة والغباء والسذاجة, وهو طوال الفيلم جالس على كرسي انتظار الحافلات, ويحكي قصته لكل من يجلس بجانبه وهو لا يعرفه, فإذا قام من عنده وجلس آخر, أكمل القصة للشخص الثاني.
قصة الفيلم في غاية الحزن والكوميديا في آن, وفيها إبحار عجيب في بساطة النفس الإنسانية وتعقيداتها, ولو اختار المخرج العبقري زيميكس غير توم هانكس, لتمثيل هذا الدور لفشل الفيلم كلّه؛ ذلك أن كيمياء الفيلم, متجانسة تماماً مع كيمياء توم هانكس التمثيلية والإبداعية.
فيلم فورست قامب, يتمحور حول الذات الإنسانية البسيطة عندما تواجه بغول الحياة وتعقيداتها, فتدخل في صراع غير متكافئ, وملامح توم هانكس الجسمانية, وتعابير وجهه, هي وحدها الأقدر على رسم تعابير وجه هذا الصراع الحزين والمضحك مع الحياة.
أريد من كل ممثل عربي ومن كل مخرج عربي, أن يأخذ نسخة من هذا الفيلم, ليعرف ما معنى السينما التي ليس بالضرورة أن تُدرّس في كتب معاهد السينما.
يكذب ويهرف بما لا يعرف, من يقول إن صناعة السينما تحتاج إلى أموال ضخمة, والمنشغلون بأمور السينما, عندما يقدمون عذر المال هذا, إنما يهربون من دائرة فشلهم الشخصي وعدم مقدرتهم على تقديم سينما غنية الإبداع بأقل المال. وفيلم توم هانكس هذا دليل قاطع على ما أقول, وعلى ما يقولون.
لو لم يمّثل توم هانكس إلا هذا الفيلم لكفاه أن يكون أهم ممثل عرفته السينما الأميركية, حتى وإن أغضب هذا الكلام محبي أشباه فنانين وسيمين وأغبياء مثل توم كروز