أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس مؤسسة التراث الخيرية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن التراث العمراني أصبح أحد أهم الموارد الاقتصادية للمدن، وأحد أهم مكونات شخصيتها على مستوى العالم. مشيراً إلى أن الرياض تستعد الآن لانطلاق مرحلة أخرى من تطوير وسط المدينة من خلال مشروع تطوير منطقة الظهيرة القديمة في قلب الرياض.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان، في كلمته خلال حفل افتتاح مؤتمر عجمان الدولي للتخطيط العمراني في دورته الخامسة بمقر جامعة عجمان بالإمارات، برعاية عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي أول من أمس؛ أن التراث في مدينة الرياض يمثل البداية الحقيقية لأنسنة المدينة، وهو لا يعني البنيان فقط، بل يعني حضور التاريخ المجيد لأمةٍ بَنَت الأمجادَ وتُسهِم اليوم في بناء مستقبل الإنسانية بكل جدارة.
وأشار إلى أن تجديد التراث في الرياض يعني أن يصبح التاريخ الإنساني للأمم مُعاشاً حياً على أرض الواقع، ويعني ربط الأجيال من الشباب بتاريخ أمتهم ليستلهموا منه القيم التي يمثلها هذا التراث، التي كانت وما زالت هي الأسس التي تقوم عليها دولة مثل المملكة، وهذا بذاته أمرٌ مهمٌ لخلق التوازن في زمن اختلطت فيه القيم.
وقال الأمير سلطان بن سلمان، بحسب بيان صحفي أمس في المملكة انطلقنا من هذا المنظور، وفي إطار تعاونٍ بل تضامنٍ وثيقٍ بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية، نحو تطوير 10 مواقع من أواسط المدن واستعادة شخصيتها التاريخية وفاعليتها الاقتصادية، وتطوير منظومة من القرى التراثية ومواقع التراث العمراني الأصيل وصلت إلى 40 موقعا وتحويلها إلى مصدر اعتزاز ونمو اقتصادي وموارد ثقافية غزيرة.
وبيّن أن الرياض بدأت في تبني وتعزيز الجانب الإنساني للمدينة منذ إقرار خطة التطوير عام 2004. مشيرا إلى أن القيادة السياسية لمنطقة الرياض وقيادة المدينة كانت مهيأة لتفهم متطلبات العصر، كما كانت واعية لكون تحقيق التوازن بين التاريخ والمستقبل لم يعد ترفا، بل مطلبا أصيلا في مسار التنمية المستقبلية لمدينة ناجحة ذات موقعٍ تاريخي وسياسي وجغرافي واقتصادي مرموق.
ولفت إلى أن الرياض تستعد الآن لانطلاق مرحلة أخرى من تطوير وسط الرياض من خلال مشروع تطوير منطقة الظهيرة القديمة في قلب الرياض، التي يؤمل أن تشهد تطويراً حضرياً شاملاً يراعي أيضاً القيم التاريخية لمبانيها الطينية، ويحولها إلى مواردَ اقتصادية ووعاء للفعاليات والحراك الثقافي والتراثي.