واجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم (الثلاثاء 2011-03-22) الضغوط المتزايدة عليه بالتحذير من حرب أهلية في البلاد، فيما سجلت أول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري في الشمال ما أسفر عن مقتل جنديين وسط تواصل انضمام عسكريين إلى ثورة الشباب.
وأوضح صالح أمام مجلس الدفاع الوطني أن أي محاولة للوصول إلى السلطة عبر انقلابات ستؤدي إلى حرب أهلية في البلاد، محذرا من أن أي انقسامات في القوات المسحلة سينعكس سلبيا على كل الوطن.
وأضاف متوجها إلى كبار القادة العسكريين الموالين له لا ينفع الندم لان الوطن اكبر من الأفراد ومن أماني الأشخاص وكبرياء الأشخاص.
وناشد صالح بعد يوم من تأكيد وزارة الدفاع على ولاء الجيش له، الضباط ألا يخضعوا إلى إرهاب الإعلام ودعاهم إلى أن يحافظوا على الأمن والاستقرار.
وعن الضباط المنشقين، قال صالح إنهم يتساقطون مثل أوراق الخريف لكنه اعتبر أنه ما زال هناك فرصة ليعودوا للصواب.
كما توجه إلى الشباب المعتصمين في شتى أنحاء البلاد والمطالبين برحيله منذ نهاية يناير بالقول أنتم تنفذون أجندة خارجية، مضيفا أن الشباب ضحايا لقوى سياسية عتيقة متناقضة (...) شاخت.
في الوقت نفسه، قتل جنديان يمنيان في أول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي لصالح في المكلا عاصمة حضرموت (جنوب شرق) مساء الاثنين، كما أفادت مصادر طبية وشهود عيان وكالة فرانس برس.
وأوضحت المصادر أن جثتي جنديين واحدة تعود لعسكري في الجيش وأخرى لعسكري في الحرس الجمهوري نقلتا إلى مستشفى في المكلا اثر اشتباك بين الجانبين قرب القصر الجمهوري مساء الاثنين.
كما أصيب 3 عسكريين بجروح في المواجهات.
وأضافت المصادر أن المواجهات اندلعت اثر توتر بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي أعلن الاثنين انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام صالح.
وروت المصادر أن قوات الجيش سيطرت على القصر الجمهوري، ما دفع قوات الحرس الجمهوري المتواجدة في معسكر قريب إلى محاولة استعادة الموقع.
وانتشرت مساء الاثنين القوات الخاصة حول القصر الرئاسي في حي فتح في مدينة عدن (جنوب) وذلك تحسبا لأي أعمال عنف أو شغب، بحسب ما أفاد شهود عيان فرانس برس.
وقال الشهود أن آليات ضخمة تابعة للقوات الخاصة التي يقودها نجل الرئيس انتشرت حول القصر الجمهوري في أول رد فعل في عدن على الاستقالات المتتابعة من قبل القيادات الأمنية والعسكرية.
وفي الجوف شمال اليمن سيطرت عناصر قبلية مسلحة على المدينة وطردت منها قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، بحسب ما أفادت مصادر قبلية وكالة فرانس برس.
وأعلن عشرات الضباط وعلى رأسهم اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يعد من أهم أعمدة النظام انضمامهم إلى الاحتجاجات المستمرة منذ نهاية يناير.
وقد انتشرت دبابات وآليات تابعة لفرقة الأحمر أمام مراكز حيوية في العاصمة اليمنية.
وذكر الأحمر لفرانس برس أن ضغوطا تمارس على صالح من أجل القبول بخطة تقضي بخروجه من السلطة قبل نهاية 2011، مع العلم أن ولايته الحالية تنتهي في 2013.
وواصل عدد من الضباط اليوم إعلان انضمامهم إلى ثورة الشباب أمام المحتجين المعتصمين في صنعاء منذ 21 فبراير.
وتأتي الانشقاقات خصوصا بعد مقتل 52 متظاهرا وإصابة أكثر من 120 آخرين بجروح في العاصمة اليمنية الجمعة برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون أنهم مناصرون للسلطة.
وتقول منظمة العفو الدولية أن 80 شخصا قتلوا من بدء الاحتجاجات.
وكان الرئيس اليمني أكد الاثنين انه صامد في وجه الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحيه عن السلطة التي يسيطر عليها منذ 32 عاما.
والى جانب الضباط، أعلن دبلوماسيون يمنيون جدد تأييدهم للحركة الاحتجاجية الأكبر في وجه صالح منذ توليه الحكم عام 1978.
وانضم سفراء اليمن في باكستان وقطر وعمان واسبانيا والقنصل اليمني في دبي إلى زملاء لهم سبق وان أعلنوا تأييدهم للتحركات الاحتجاجية، بحسب ما نقلت صحيفة غالف نيوز الإماراتية الثلاثاء.
وانضمت كذلك هيئة تحرير صحيفة 14 أكتوبر الحكومية في عدن (جنوب) إلى المتظاهرين، حسبما أعلن مصدر مسؤول في الصحيفة.
وقال المصدر إن الصحيفة توقفت عن الصدور حتى إشعار آخر بسبب الخطاب الرسمي المفروض من وزارة الإعلام عليها، فضلا عن انضمام هيئة تحريرها الى المحتجين المطالبين بإسقاط النظام.
وكان شيخ مشايخ قبائل حاشد النافذة صادق الأحمر دعا إلى خروج هادئ ومشرف لصالح من السلطة، بينما جدد رئيس هيئة علماء اليمن عبد المجيد الزنداني دعوته الرئيس اليمني إلى التنحي.
وقال الزنداني في تصريح لقناة الجزيرة الاثنين متوجها إلى صالح ها هو شعبك يطالبك بالتنحي ورجالات في حزبك وفي حكومتك يستقيلون فالا يكفي هذا لكي تفكر بان تضع حدا لهذه النهاية ولهذه المهزلة التي وصلت إليها البلاد؟.
وتابع كن شجاعا واتخذ هذا القرار.
وبعد يوم من إعلان وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه انه لم يعد من مفر لتنحي الرئيس اليمني، اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اليوم أن الاضطرابات في اليمن قد تحول انتباه البلاد عن مكافحة تنظيم القاعدة.
وأعلن مصدر أمني لفرانس برس أن عنصرين من القاعدة لقوا مصرعهم فيما أصيب عنصر آخر و5 جنود يمنيين في اشتباكات وقعت في محافظة أبين (جنوب).