طوكيو: وكالات

5621 حالة وفاة مؤكدة و9329 مفقودا و2383 جريحا

انشغل اليابانيون عن قوة الزلزال الذي دمر آلاف المنازل في البلاد، وأمواج تسونامي التي خلفت آلاف الضحايا مع مرور أسبوع على الكارثة، وتحولت مخاوفهم إلى المفاعلات النووية في فوكوشيما التي ازدادت خطورتها أمس. وحاولت الحكومة تبريد المفاعلات المنكوبة بخراطيم مياه محمولة في طائرات وسيارات، إلا أن نسبة الإشعاع المتزايدة حالت دون نجاح المهمة، فيما باتت بعضها مهددة بدخولها لمرحلة الانصهار، وهو ما يخشاه العالم أجمع.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن 23 شخصا من العاملين بمحطة فوكوشيما النووية وعمال إغاثة أصيبوا بجروح، فيما تعرض 20 آخرون لنسب مرتفعة من الإشعاعات وأن شخصين فقدا. في حين طار مدير الوكالة يوكيو أمانو برفقة 6 خبراء إلى اليابان أمس وهو يصف الحادث بـالخطير للغاية.
وترددت عبارات التحذير في تصريحات عدد من الخبراء في العالم، إذ قال رئيس لجنة تنظيم الطاقة النووية في أميركا جريجوري جاكزكو إن مستويات الأشعة في المفاعل رقم 4 عالية جداً بينما لفت خبير فيزياء نووية أسترالي إلى أن الموقف في فوكوشيما خطير جدا جدا.
وبدأت الإشعاعات في تجاوز حدود اليابان، حيث رصدت كوريا الجنوبية مستويات مرتفعة منها على ثلاثة ركاب قادمين من اليابان أمس بعد خضوعهم لفحوصات في أحد مطاراتها، فيما أقبل الصينيون على شراء كميات كبيرة من الملح الذي نفد من متاجر بكين وباقي المدن، سعيا لحماية أنفسهم من مخاطرالإشعاع. وأعلنت الشرطة الوطنية أمس عن 5621 حالة وفاة مـؤكدة في 12 مقاطعة في شـمال شرق اليابان، و9329 مفقودا، و2383 جريحا، وذكرت أن عدد الوفيات المتوقعة سـيرتفع إلى أكثر من عشرة آلاف.


حال ارتفاع نسبة الإشعاع أمس دون نجاح استخدام خراطيم المياه التابعة للشرطة في تبريد المفاعل النووي المنكوب، والمعرض لخطر الانصهار في شمال شرق اليابان.
وقال تلفزيون هيئة الإذاعة العامة اليابانية إن المسؤولين حاولوا استخدام مدافع المياه لرش المفاعل 3 في محطة فوكوشيما 1 للطاقة النووية حيث يتم تخزين الوقود المستنفد، إلا أن المياه لم تصل إلى المفاعل.
وكانت أنظمة التبريد في المفاعل قد تعطلت جراء الزلزال الذي ضرب اليابان يوم الجمعة الماضي بقوة 9 درجات على مقياس ريختر وطوفان تسونامي الناجم عنه.
وقال وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا إن 11 سيارة إطفاء عسكرية ألقت مياهها على المفاعل بهدف تبريده، مضيفا أن محاولات التبريد مستمرة.
وقامت مروحيات عسكرية بإلقاء 30 طنا من المياه على المفاعل أمس إلا أن هذا لم يغير مستوى الإشعاع حول المفاعل.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن 23 شخصا من العاملين بمحطة فوكوشيما النووية في اليابان وعمال الإغاثة أصيبوا بجروح، فيما تعرض 20 آخرون لنسب مرتفعة من الإشعاعات حتى الآن بسبب الأزمة الراهنة في المحطة، وأن شخصين فقدا.
وقالت هيئة الطاقة النووية اليابانية أن مستويات الإشعاع في المحطة استمرت في الانخفاض.
وأعلنت الشرطة الوطنية أمس عن 5621 حالة وفاة مؤكدة في 12 مقاطعة في شمال شرق اليابان، و9329 مفقودا، و2383 جريحا، وذكرت أن عدد الوفيات المتوقع سيرتفع الى أكثر من عشرة آلاف.
وحذر رئيس لجنة تنظيم الطاقة النووية في الولايات المتحدة جريجوري جاكزكو من الارتفاع الشديد في مستويات الأشعة حول محطة فوكوشيما النووية اليابانية، ودعا إلى إجلاء الناس إلى محيط 80 كيلومتراً بعيداً عن المحطة. وأوضح أن مستويات الأشعة في المفاعل رقم 4 عالية جداً.
يشار إلى أن اليابان أوصت بإجلاء من يقطنون في محيط 20 كيلومتراً، ودعت المقيمين في محيط 30 كيلومتراً إلى الحذر واتخاذ بعض الاحتياطات. وقال زيجي سويتكوفسكي أبرز خبراء الفيزياء النووية الأستراليين أمس إن مفاعل فوكوشيما الياباني النووي المعطل لن ينتج كميات إشعاع كالتي انبعثت من محطة تشيرنوبل في أوكرانيا عام 1986، وأضاف أن الموقف في فوكوشيما خطير جدا جدا لكنه لا يقارنه بكارثة تشيرنوبل.
وعربيا أعلنت الإمارات أمس أنها أعادت رعاياها من اليابان، وأصدرت تحذيرا لمواطنيها بعدم السفر إلى هناك، وقال وكيل وزارة الخارجية الإماراتية جمعة الجنيبي قامت وزارة الخارجية بالتنسيق مع سفارة الإمارات لدى اليابان لإجلاء كافة مواطني الدولة الموجودين هناك، والبالغ عددهم 70 من الطلبة والزائرين، حيث تمت إعادتهم جميعا إلى الإمارات سالمين، ودوليا قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس إن اليابان تواجه كارثة هائلة، دعت هونج كونج أمس مواطنيها إلى مغادرة اليابان أو التوجه إلى جنوب طوكيو، ونصحت بريطانيا مواطنيها بالبقاء على بعد 80 كلم من المنشأة التي أصابتها الأضرار. وفي أميركا أعلن البنتاجون أمس أنه سيسمح لأسر العسكريين بمغادرة جزيرة هونشو بمساعدة الجيش. ونصحت الدنمارك وفنلندا والسويد رعاياها أمس بالابتعاد لمسافة 80 كيلومترا عن محطة فوكوشيما النووية المنكوبة في اليابان. وفي كوريا الجنوبية تم رصد مستويات مرتفعة بشكل غير معتاد من الإشعاع على ثلاثة ركاب قادمين من اليابان أمس في مطار إينشيون.
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إن قراءة مستوى الإشعاع على قبعة ومعطف ياباني في الخمسينات من العمر يعتقد أنه كان يعيش في منطقة فوكوشيما جاءت أكثر من واحد مايكروسيفرت، وهو ما يمثل أضعاف المستوى الطبيعي.
ودافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قرار حكومتها تجميد مد فترة تشغيل المفاعلات النووية التي انتهت فترة عملها بموجب الاتفاق الذي أبرمته حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر مع الشركات القائمة على تشغيل المفاعلات النووية في ألمانيا.
وفي موقف مغاير أعلنت الصين أنها ستواصل تطوير برنامجها النووي بغض النظر عن حادثة فوكوشيما، مؤكدة أنها ستستخلص العبر من الحادثة، وبررت بلغاريا تمسكها بالطاقة النووية وبناء محطة جديدة على نهر الدانوب، مؤكدة أن المحطة أصبحت آمنة. وفي إندونيسيا أثارت الكارثة النووية في اليابان مجددا جدلا حول مدى جدوى خططها المثيرة للجدل القائمة منذ زمن طويل لبناء محطات نووية.

وضع المفاعلات في محطة فوكوشيما النووية
• أصيبت أربعة مفاعلات في محطة فوكوشيما النووية في شمال شرق اليابان بأضرار خطيرة من جراء توقف نظام التبريد فيها إثر الزلزال والتسونامي.
• المفاعل الأول: لتخفيف الضغط في مبنى المفاعل قامت شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) السبت بإطلاق أبخرة عمدا. أدت هذه العملية إلى تراكم الهيدروجين مما سبب انفجارا، وانهار سقف المبنى لكن الحجرة التي تضم هذا المفاعل بقيت سليمة، ويبدو أن 70% من قلب المفاعل تضرر.
• المفاعل الثاني: حصل انفجار للهيدروجين فجر الثلاثاء في مبنى المفاعل كما لحقت أضرار بحوض الحفظ الواقع داخل حجرة المفاعل، لكن حجم الأضرار خصوصا بشأن الطبقة العازلة لحجرة المفاعل ما زال غير واضح. تضرر 33 بالمئة من قلب المفاعل.
• المفاعل الثالث: أطلقت شركة تيبكو بخارا عندا لخفض الضغط. وكما حدث في المفاعل الأول أدت هذه العملية إلى تراكم الهيدروجين مما سبب انفجارا الاثنين. دمر سقف وبعض المبنى الخارج وبعض أقسامه، وتضرر قلب المفاعل جزئيا بينما سجلت حالة غليان في الحوض. طلبت تعزيزات من الجيش وتم الخميس رش المياه من شاحنات خاصة.
• المفاعل الرابع: حدث انفجار الثلاثاء في هذا المفاعل الذي كان متوقفا عن العمل بسبب أعمال صيانة عند وقوع الزلزال، واندلع حريق عند مستوى حوض تخزين الوقود المستخدم، أخمده الجيش الأميركي، وأصبح قسم من الوقود مكشوفا.
واندلع حريق آخر أول من أمس قبل أن ينطفىء تلقائيا. كان يفترض أن يصب الجيش أول من أمس المياه في الحوض الذي أصبح في حالة غليان لكن العملية علقت بسبب ارتفاع مستوى الإشعاعات.
• المفاعلان الخامس والسادس: سجل ارتفاع طفيف في الحرارة الثلاثاء في هذين المفاعلين البعيدين عن المفاعلين الأول والرابع.