بعض الإعلاميين مكسب لمن يقتنصهم حين يتخلصون من ارتباطاتهم العملية..

بعض الإعلاميين مكسب لمن يقتنصهم حين يتخلصون من ارتباطاتهم العملية.. لكنك تفاجأ بأن كثيرا من القنوات الفضائية المحترفة تبحث عن المشهور لتقديم برامجها حتى لو لم يكن مجيداً للتقديم، وحتى لو لم يكن ذا أسلوبٍ حسن في الحديث والحوار.. وأمثلة ذلك كثيرة من المطربين والممثلين والرياضيين، فقط انظر وسط الفضائيات باختلافها.
كان الإعلامي زاهي وهبي يخليك بالبيت برغبتك، وأحياناً يُنسيك مشاغلك بطريقة إدارته للحوار مع ضيوفٍ يختارهم بعناية فائقة، ويحاورهم بأدبٍ جم، يوحي لك أنها حلقة احتفائية بالضيف تقديراً لتميزه في مجاله.
قدم وهبي برنامجاً زاهياً، فأجبر المشاهدين على البحث عن تردد قناة المستقبل مساء كل ثلاثاء للاستمتاع بحوارٍ ثري يمتاز بالأدب والاحترام المتبادل بين الضيف والمضيف، دون التغاضي عن المهم في حياته ومسيرته لتسليط الضوء عليها وكشف خفاياها لمشاهدٍ بقي في البيت ينعم بهدوء وفائدة وراحة بالٍ تزيل صداع برامج الحوار العربي في كل القنوات.
رحل وهبي زاهياً بمسيرة 10 سنوات من الحضور الراقي والأداء الرفيع، خاض فيها وسط الساحة الإعلامية التي زخرت بالكثير من الغث والقليل من السمين، فكان في الصف الأمام رغم أنه كان في قناة لا ترقى إلى الصف الأمام بين القنوات ولا تنافس حتى على الصفوف الوسطى!
المميزون ثقافياً وأداءً إعلامياً أمثال زاهي وهبي، وعلي الزين في وسائل الإعلام العربي لا يتجرؤون على التخلي عن برامجهم، لأنهم يعلمون أن قنواتنا العربية لن تقدر تميزهم إن لم يكونوا مشهورين!